الطفولة هي المرحلة المهمة في حياة الإنسان.. ففي السنوات الأولى من حياة الإنسان يتضاعف حجم دماغه.. وهو مركز التفكير والعاطفة.. وفي هذه السنوات بالتحديد تتكون التشابكات والدارات العصبية في دماغ الطفل.. فإما أن تتكون دارات التفاؤل والمرونة والثقة بالنفس والإبداع والتعاطف والصحة النفسية وغيرها من مهارات الذكاء العاطفي الذي ستساهم في نجاح وسعادة هذا الطفل عندما يكبر.. أو أن تتكون دارات التشاؤم والتصلب والكسل وضعف الثقة بالنفس والسلوك العدواني وتجاهل مشاعر الآخرين والانطواء والخوف والاضطراب النفسي وغيرها من الصفات السلبية التي ستجعل منه إنساناً فاشلاً وتعيساً وخائفاً ومتوتراً وفاقداً للثقة بالنفس.. إن الطريقة التي نعامل بها أولادنا هي التي تحدد نوعية الدارات والتشابكات العصبية التي ستتشكل في أدمغتهم.. وهذه الفرصة في القدرة على صياغة شخصية الطفل والتأثير في مستقبله لا يعطينا الله العز وجل إياها إلا لفترة محددة ولمرة واحدة فقط من عمر الإنسان.. وقد قدم الأستاذ حسن شاكر دهب اختصاصي علم النفس المدرسي دراسة حول دور الخلاوى والمدارس القرآنية في الكشف عن المواهب وتنمية القدرات الثقافية للأطفال.. وهذه الدراسة الهدف منها هو لفت نظر الآباء والأمهات والمربين والمدرسين إلى حساسية وخطورة السنوات الأولى من حياة أولادهم.. وإلى الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبوه في تحديد مصير ومستقبل هؤلاء الأولاد سعادة ونجاحاً.. أو شقاء وفشلاً. الذكاء والنجاح هل هناك علاقة بين التفوق الدراسي وحدة الذكاء؟.. سؤال يفرض نفسه والجواب عليه يبدأ بحقيقة واضحة: إن النجاح في الخلوة أو المدرسة مرتبط بشكل إيجابي بدرجة النجاح.. وعلى هذا فإن معدل الذكاء يرتبط بدرجة النجاح.. ولكن العكس غير صحيح.. فالفشل الدراسي لا يعني قلة الذكاء.. فهناك ظروف أخرى تتدخل وتلعب دورها في النجاح والتفوق مثل الظروف العامة للمعيشة.. الجو العام للأسرة.. الصحة العامة.. وجود ظاهرة السرحان.. ضعف الثقة بالنفس.. أو الاهتمام بأشياء أخرى غير المدرسة. الذكاء له أهميته في تحديد مستقبل ونجاح الإنسان.. إلا أنه يوجد شيء آخر غير الذكاء يلعب دوراً أساسياً ونسميه القدرات. هناك حقيقة مهمة.. لا يوجد اختلاف بين ذكاء طفل المدينة وطفل القرية إلا في حدود المؤثرات الموجودة في البيئة. وهكذا نجد أن طفل القرية محروم من المؤثرات الخارجية مثل المجلات الثقافة والمكتبات العلمية.. وأن عيشته في بيئة مختلفة تعرضه عند قياس ذكائه إلى معدلات أقل من طفل المدينة. ولكن.. إذا أعطيت لطفل القرية نفس فرص طفل المدينة.. فإن ذكاؤهما يتساوى. ويختلف ذكاء الطفل حسب مهنة الوالد أو الوالدة.. وليس العامل الوراثي هنا الدور المؤثر الكبير.. ولكن المؤثرات الموجودة في البيئة التي تحيط بالطفل تؤثر بشكل واضح في ذكائه.. وتتضح هذه الحقيقة إذا تمت المقارنة بين طفل يعيش في بيئة ثرية بالمؤثرات الثقافية.. وبين طفل ينمو في بيئة كلها جهل وخمول فكري. فالمحامي أو المحاسب أو المدرس يمكن أن يثري بيئة طفله أكثر من أب معدوم المهارة أو يعمل في مهنة هامشية. ٭ دور الخلاوى القرآنية في تنمية القدرات العقلية: استخدام طرق تدريس تشجع الاستكشاف والبحث والتدبر في الآيات القرآنية التي تدعو إلى التفكير العلمي والعصف الدماغي وتنمية الابتكار وغرس حب القراءة بين أطفال الخلوة القرآنية. اكتشاف التلاميذ الموهوبين.. ودراسة حالة كل منهم وتشجيع ممارسة الهوايات كالقراءة وإنشاء المكتبات الثقافية الإسلامية.. العناية الفردية بالطالب الموهوب في شكل إعداد برنامج ثقافي تربوي مفرد.. وتنمية ثقة الطالب بنفسه. تنمية مهارات التعليم الابتكاري والتعليم الذاتي والتعليم المستمر وحب القراءة مدى الحياة لدى تلاميذ الخلوة القرآنية والمدارس القرآنية.