قصيدة (الأشعث المغوار) شعراً كتب د. غازي صلاح الدين، بعدد (الانتباهة) 16 يناير 2012م، ترجمة رصينة لمقاطع من قصيدة شاعر الامبراطورية البريطانية (روديارد كيبلنج) بعنوان (FUZZY WUZZY)، وتعني حسب ترجمة د. غازي (الأشعث المغوار) أي أشعث شعر الرأس مقدام. وكان الشاعر البريطاني الشهير يسجل فيها بطولات فرسان المهدية من قبائل شرق السودان بقيادة عثمان دقنة. وقد ترجمها د. غازي منثورة، وهو يرجو من أحد شعرائنا أن ينظمها شعراً، وها أنا استجيب للرجاء، مقدماً ومؤخراً فيها لضرورة وحدة الموضوع، محافظاً على سياق المعاني قدر الاستطاعة. والمقاطع النثرية والشعرية يمكن أن تضاف إلى أدبيات ثرة سطرها المنصفون من البريطانيين الذين غزوا السودان وشهدوا بما صادفوه من بسالة لا نظير لها في سائر أنحاء السودان، وبخاصة في غرب السودان وشرقه حتَّى معركة كرري، من مقاومة السودانيون للغزاة والمحتلين دفاعاً عن أرضهم ودينهم. فإلى هذا النظم الشعري لمقاطع القصيدة: كم غزونا في عالم الأخيار من أناس وراء هذي البحارِ مثل باتان، زولو، وبورَميُّون كانوا جميعهم من الثوار بعضهم كان ذا مراس وبأس بعضهم كان دون هذا الغرار غير أنتم يا أيها الشُّعْث كنتم ترصدون الخصوم حَرْشاً فحرشاً خدعة الحرب لا توخي الفرار فإذا لاح ركبهم من قريب كنتم المُعْجلينهم كما الإعصار تعقرون الخيول متى يولوا دونها خلفهم خُطى الإدبار ولقد كان في قوانا عتاد وعديد وعدة ذات نار ونَصَّبُ اللهيب صوب المرامي من على البعد بُغيةً للدمار فأرونا الضِّراب وجهاً لوجه صائب سهمهم كما الأقدار ودروع وخنجر ذو طعان مؤذناً بالحتوف من قد يباري مثلما الفهد قفزهم والتصدي فوق صيد لهم عجول البوار فجميع الأُلى خبرنا قواهم في حروب مشبوبة بالأوار لا يساوونكم ضراباً وكراً وثباتاً في أحلك الأطوار قد كشفتم أرصادنا فهي عُطْل في «سواكن» بكل مرسى ودار سر صندوقنا القديم وقد أودى بنابليون حتَّى الصغار لست أدري لأينا في لعبة الحرب كان المفاز بالأدوار غير أن السِّجال أفضى انتصاراً للمغاوير من أُلى الأغوار أيها الشُّعْث يا لكم من حماة عن حمى أرضكم وعِرض الديار لم تُدوَّن لكم فصول التصدي لجيوش كجيشنا ذي اقتدار لو أردتم إصدار صك بهذا لشفعنا الإقرار بالإشهار ولجئنا لأرضكم فاحتفينا مأثراً مأثراً كما الآثار فهنئياً لموطن السودان آساد الشرى كالأشعث المغوارفالتقينا بشُعْثكم في جلاء سافر الوقع دونما أستار فوقهم كلهم ليوثاً ضواري