تعيد «آخر لحظة» الحوار الذي أجرته مع الراحل وردي إبان تكريمه عام 2007م بقاهرة المعز كأفضل مطرب سوداني في مهرجان القاهرة الدولي لاتحاد وتلفزيون العرب حاوره: الفاضل الولي إنصاف عبد الله كعادتها صحيفة «آخر لحظة» انفردت بلقاء عملاق أفريقيا الأستاذ الموسيقار محمد عثمان وردي وهو يحزم أمتعته ناوياً السفر لقاهرة المعز لمناسبة تكريمه في مهرجان القاهرة الدولي رقم «13» ضمن عدد من النجوم على مستوى العالم العربي، منهم حياة الفهد، وعمار الشريعي، وبداخل حديقة منزله الصغيرة الجميلة المزدانة بمجسم المركب الشراعي، وحظيرة الغزلان، وقفص الطيور استقبلنا هاشاً باشاً. وعبر وردي عن سعادته بهذا التكريم الذي يعد هو الأول منذ عهد خليل فرح وحتَّى زمان جمال فرفور، وقال بالطبع ليس هذا التكريم الأول بالنسبة لي.. ولكنه يعني لي الكثير كونه يأتي من اتحاد إذاعات وتلفزيون العرب. وأضاف أن هناك ركوداً في حركة الفن الغنائي على مستوى العالم العربي.. واختيارنا للتكريم كفنانين من جيل الخمسينات فيه إشارات جميلة يجب على أجيال اليوم السير على خطى هذا الجيل الذهبي.. كما أضاف بفخر أنا من جيل الفنان عبد الحليم حافظ. تقيِّمك للساحة الفنية وأداء الجيل الحالي؟ صراحة العمل الفني الآن لا يرقى للمستوى، ويغلب عليه الطابع الفني التجاري كالاستهلاك الواضح للكلمة، وللأسف صار الغناء ذا طابع حسي وحركي، والأجيال الجديدة تخاطب زمانها بسطحية، وخير مثال.. راجل المرة، وحماده، والنماذج كثيرة.. هي أغاني انعدم فيها المضمون والمعنى واختلت فيها «الكلمة» والتي هي أحد عناصر الغناء وأعني الكلمة.. الأداء.. اللحن وبانهيار أحد هذه العناصر فعلى الغناء السلام. مقارنة بين مظهر الفنان في جيلكم وأجيال اليوم؟ في السابق كان الاهتمام بالمظهر كبيراً، ولم يكن يُسمَح لنا والعازفين بدخول اتحاد الفنانين إلا وأنت بكامل الهندام «فل سوت» أي «بدله وكرافته»، حتَّى لو كنت عضو لجنة تنفيذية. ماذا عن مقولة البعض بأن هذا التكريم جاء متاخراً، وأن القاهرة لم تستضيفكم عبر برنامج إذاعي أو تلفزيوني؟ هذا الكلام غير صحيح، ففي أثناء وجودنا بالقاهرة في فترة المعارضة كنت أقدم حفلات عادية في المسارح والسينما، كما أجرى التلفزيون معي عدداً من المقابلات، وتبقى الحقيقة بأنهم لم يكونوا يعاملوننا كمعاملة الفنانين العرب. كيف ولماذا لم يكن يتم التعامل معكم كالآخرين؟ بسبب إذاعة مخصصة لنا هي كما تسمى اليوم «إذاعة وادي النيل» والتي كانت تُسمى في الأربعينيات «ركن الجنوب» ومن بعد «ركن السودان» فعليه لم يكن يتم تعاملهم معنا كالآخرين بصوت العرب والبرنامج العام. فنانون شباب لفتوا نظرك؟ الفنان كاظم الساهر عربياً لأنه استند على تراث وحضارة عريقة.. كما أعجبتني أصالة نصري من حيث الصوت والأداء. مجلسنا في رحاب حديقتك تحفنا حظيرة غزلان وأقفاص الطيور ومجسَّم جميل لمركب شراعي.. ماذا يوحي لك هذا المنظر؟ المجسَّم يشدني للأصل.. والحيوانات والطيور تلهمني وبيني وبينها إلفة وحب وتناجي، وهي عندي أحياناً أصدق حباً. نصائحكم لجيل الفنانين الحالي:- أرى أن الجيل الحالي مصنوع بفعل فاعل.. وللأسف معظمهم فاقد للموهبة، وأنصحهم بالجدية والتجديد إن أرادوا الإرتقاء والسمو.. فالفن قضية أمة ورسالة مجتمع. ما هو جديد وردي؟ هناك العديد من الأعمال المطروحة هي مفاجأة تعلن عنها في حينها بإذن الله. كلمة أخيرة:- شكري بعد الله لكم.. وامنياتي أبداً بالتوفيق لأسرة صحيفة «آخر لحظة» صاحبة الأهداف الواضحة، فهي عندي صحيفة جادة جداً ومواكبة للأحداث وصانعة لها.. وهذه فرصة لأحيي عبركم جمهوري وأهديه تكريمي هذا.