هذا لقب كبير تطلقه الدول والشعوب على واحد من فنانيها الكبار بول إيلوار في فرنسا عبر تاريخها.. وسيد درويش في مصر، وثيودور إكس في اليونان بحثاً ودفاعاً عن الديمقراطية وعن الحرية من أوسع أبوابها.. وقد استحق كل منهم هذا اللقب والتكريم.. وعندنا في السودان اثنان من عمالقة أهل الفن يستحقان هذا اللقب هما خليل فرح ومحمد وردي.. وكلاهما من السودان كله من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.. ومن تلال الشرق إلى وديان الغرب.. ومن الوسط الأخضر لا من جزيرة صاي أو صواردة كما يحاول البعض أن يحصر قاماتهما الشامخة في إطار ضيق.. فهم عمالقة بحجم وطن وهم كبار بحجم أمة وهما رمز لأمتنا الخالدة تماماً كما قال مرسي صالح سراج صاحب «يقظة شعب» التي لحنها وتغنى بها الكنار الراحل محمد وردي، هام ذاك النهر.. يستلهم حسناً.. والتي بها ما قاله مرسي وصدح به وردي (عرباً نحن بنيناها ونوبة).. وهذا هو سودان وادي النيل الحالي بكل حضارته التي تمتد لأكثر من سبعة آلاف من السنين والتي يمثلها وردي، وخليل فرح، وعبد الكريم الكابلي، وإبراهيم العبادي، والمجذوب، والطيب محمد الطيب، والشوش، والدوش، وقدور، وخورشيد، وأحمد الطيب، وبادي، وزكي عبد الكريم، وعلى رأسهم خليل، والعبادي، والبنا، وأبو صلاح.. وهل بقى من شيء أضيفه في هذا التمازج القومي الرائع الذي أنجب محمد وردي.. وهذا الجيل بكل ثقافاته العابرة والخالدة والماثلة.. ü إن محبة محمد وردي هي محبة لهذا الوطن الذي تغنى به بأشجى الألحان والذي نعته بقول شاعره المبدع: «وطنا البي اسمك.. .. كتبنا ورطنا» ü هذا هو السودان.. يا هود ده السودان الذي عشقه محمد وردي.. وتغنى به، والذي سيبقى عالياً شامخاً كقامة محمد وردي نخلة أراضي السكوت والمحس والصواردة والشايقية والجعليين والبديرية والدفارية والهواوير والكبابيش والفوكا والمناصير.. الذين باسهم جميعاً هتف مع الفيتوري ومع عبد الواحد عبد الله ومع كجراي ومع الحلنقي ومع جيل التضحيات والبطولات: اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا ü وردي سيبقى في وجداننا.. كما بقى خليل وسيد وكرومة وسرور.. وردي سيخلد في تاريخنا كما خلد الأدباء والفنانون الكبار الذين ارتبط اسمهم بالنضال والكفاح والكرامة والكبرياء.. وسيبقى هذا العملاق في قلوبنا ما بقينا وبقيت الأجيال من بعدنا. ü وداعاً أيُّها الصديق الحبيب الرمز الفنان محمد وردي.. وإلى اللقاء.