كُنَّا مجموعة مختارة من أساتذة الجامعات وفناني المسرح والإعلاميين والصحفيين مدعوِّين لمناقشة تجربة برنامج «مسرح في الهواء» الذي تم تقديمه لمدة عامين في تلفزيون الشروق، وهذه سنة حسنة استنها تلفزيون الشروق ويشكر عليها، وقد كان معنا الفريق القائم على أمر البرنامج ومخرجون آخرون. كانت الدعوة عبارة عن ورشة متخصصة تم لها حجز قاعة من قاعات السلام روتانا يوم الثلاثاء 14/2/2012م ويبدو أن الجو الرومانسي لهذا اليوم أثر على الحضور وعلى فعاليات الورشة فكان الحب قائد الجميع.ابتدأت الفعاليات بعرض نماذج لحلقات مختارة بعناية من الحلقات التي تم تقديمها طوال العامين من عمر البرنامج، روعي فيها التنوع في المواضيع المطروحة وأمكنة التصوير مع التركيز على أن تكون الحلقات مشتملة على الهدف من البرنامج، مع الالتزام بالرسالة والرؤية، وكان المسؤولون عن فعاليات الورشة قد وزعوا ورقة علمية عبارة عن محاولة لتأسيس قراءة أولية لتجربة برنامج «مسرح في الهواء» وذلك قبل يوم من موعد انعقاد الورشة، ولظروف تتعلق بي لم أستلم الورقة إلا مع بدء الفعاليات ولذا فقد اغتنمت فرصة استراحة الغداء وقرأت الورقة بتركيز شديد. الورقة من إعداد المخرج والباحث المسرحي فؤاد عبد الرحيم خليفة وهو المخرج الحالي للبرنامج، وكان قد سبقه مخرجاً للبرنامج في بداياته المخرج أمجد أبو العلا، وكانت ورقة جامعة. تتكوَّن الورقة من مدخل، وتعريف بالبرنامج، والإطار الموضوعي للبرنامج، والإطار الفني، وقد أفرد مساحة للكتابة عن التصوير، وعن كيف نصنع الفعل المسرحي، وقراءة للمعطي البصري، ثم ختم الورقة بالملحقات.افتتحت جلسة النقاش بإفادات من الممثلين في فريق العمل بدأها محمد المهدي الفادني، وتلاه حسن، وحمد النيل، وإبراهيم كوميك، وقد انصب جل حديثهم عن التجربة الميدانية للبرنامج وتجاربهم الشخصية، كان الدكتور إمام عبيد أول المتداخلين من خارج فريق العمل الميداني، تلاه معالي الوزير السابق الأستاذ بشير سهل، ثم المخرج عبادي محجوب، ثم الدكتور فيصل أحمد سعد، والأستاذة هبة، وعبد الرحمن الشبلي من قدامى المشاركين في البرنامج وآخرون انصب حديثهم في ذات الاتجاه وكان من ضمنهم كاتب هذا العمود. أجمع المشاركون على الثناء على البرنامج وعلى قناة الشروق التي يُعَّولُ عليها الكثير في المرحلة القادمة، فهي القناة المنوط بها تجميع السودان والسودانيين وبلورة ثقافتهم وربط حاضرهم بماضيهم، وما تقديم مثل برنامج «مسرح في الهواء» إلاَّ جهد يصب في هذا الاتجاه. لم يمنع الثناء على البرنامج وعلى قناة الشروق من تقديم الكثير من الملاحظات التي أبداها المتداخلون.. ونوجزها في النقاط التالية:- 1. أهمية تجويد العمل المسرحي باعتباره عملاً مسرحياً قائماً بذاته بعيداً عن كونه جزءاً من برنامج تلفزيوني وذلك بالتوسل بوسائل المسرح أولاً. 2. التركيز على أن البرنامج هو في المقام الأول برنامج تلفزيوني يستهدف مشاهدي التلفزيون، ولذا فعلى المخرج التلفزيوني التوسل بكل الوسائل المتاحة للتلفزيون لتحويل «مسرح في الهواء» إلى برنامج تلفزيوني يضم مسرحاً على الهواء ولكنه يلتزم بكل الشروط الواجب توافرها في البرنامج التلفزيوني، ولذا وجب تصوير الأمكنة والبشر والإفادات إضافة إلى المسرحية ومن ثم يخضع الكل للمونتاج. 3. الاستفادة من مراسلي الشروق المنتشرين في كل أنحاء السودان في جمع «الداتا» والمشاكل الحقيقية التي يعاني منها إنسان السودان في كل الولايات للتحضير والإعداد الجيد للبرنامج على الورق حتَّى نضمن مشاركة الجمهور التفاعلية حقاً. 4. تجهيز فريق عمل «موازي» من الممثلين لضمان استمرارية البرنامج وتوفير الامكانات والامكانيات اللازمة. ü في الختام أثنى الجميع على البرنامج وعلى قناة الشروق وكان اتصال المهندس الدكتور محمد خير فتح الرحمن مدير القناة معتذراً عن عدم حضوره للورشة لوجوده في دبي متابعاً العمل في استديوهات الشروق ومكاتبها هناك، وثناؤه على تلبية الجميع للدعوة لحضور الورشة إشارة إلى أن توصيات المجتمعين ستجد طريقها إلى أرض الواقع.لم ينس الأستاذ عمر الحلاق منتج البرنامج شكر الجميع على تلبية الدعوة واعداً بأخذ كل الذي قيل بعين الاعتبار وكان قد سبقه الأستاذ الفنان فؤاد عبد الرحيم مخرج البرنامج الذي تحدث عن طبيعة البرنامج والفرق بين الطموح والواقع المتاح فنياً لمخرج التلفزيون المُقيَّد بكاميرات هي عينه التي يبصر بها وبين مخرج المسرح الذي يلعب في الفضاء كله دون قيد، ولكنه وعد بالاستفادة من كل الملاحظات والتوصيات التي خرجت بها الورشة.