آخر الإصدارات فى عالم الكتب كتاب جديد ظهر فى إسبانيا ويحمل عنوان «99 كتاباً فى كتاب واحد لتصبح مثقفاً أكثر». لاقى هذا الكتاب رواجاً كبيراً ونجاحاً لافتاً لأنه يضم خلاصة 99 كتاباً أدبياً خالداً، من أروع ما أبدعته الإنسانية في الآداب وفق مؤلفيه الإسبانيين «خوان إغناثيو ألونسو وفران ثاباليتا»، الذين إجتهدا لأعوام كثيرة كي يقدما عصارة آلاف الصفحات لعشرات الكتب في كتاب واحد يتكون من ستمائة صفحة. ويهدف الكتاب إلى الحث على القراءة، ويتوجه إلى المتلقي بغض النظر عن مستواه الثقافي، فيتبع أسلوباً واضحاً، سلساً ومشوقاً يقوم من خلاله بتعريفه بمؤلفي الكتب العظيمة، وبإيراد معلومات وطرائف ومفارقات عنهم يصعب نسيانها، ثم تلخيص محتويات هذه الكتب وإعطاء لمحة عن أهميتها وسبب خلودها وتأثيرها على ملايين الناس عبر الزمن. ويقترح الكاتبان طريقة لقراءة الكتاب الذي أعجبك من بين ال 99 كتاباً، ويتوجه بشكل أكبر إلى غير المهتمين بالقراءة أو حتى إلى الذين لايحبونها، سواء لعدم توفر الوقت لديهم أو لعدم إهتمامهم بالأدب أصلاً، فيمنحهم بأقل جهد فكرة مبسطة وعميقة عن هذه الأعمال الخالدة، بحيث يتمكن قارئها من المشاركة بالحديث عنها أو إبداء الرأي فيها حتى وإن لم يقرأها وفق ما جاء في التقديم. ويؤكد المؤلفان على أن عملهما هذا ليس أكاديمياً ولا موسوعياً ولا مجرد دليل للقراءة، فقد حرصا على أن يكون ممتعاً ونافعاً بحد ذاته، وهو وإن كان موجهاً إلى «كارهي» القراءة إلا أنه نافع لمحبيها أيضاً بل ولأولئك المختصين الذين سبق لهم أن قرأوا هذه الأعمال ونسوها، أو إحتاجوا إلى معاودة مراجعة ما تبقى منها في ذاكرتهم، أو لا يجدون الوقت لإعادة قراءتها. ومن بين أبرز الأعمال التي يقدمها الكتاب بشكل مكثف وبسيط «الإلياذة»، و«الأوديسا»، و«ألف ليلة وليلة»، و«الكوميديا الإلهية»، و«دون كيشوت»، و«مسرحيات شكسبير»، و«مدام بوفاري»، و«الأحمر والأسود»، و«الجريمة والعقاب»، والبؤساء»، و«بانتظار غودو»، و«البحث عن الزمن المفقود»، و«يوليسيس»، و«الصخب والعنف»، و«لوليتا»، و«طبل الصفيح»، و«الشيخ والبحر»، و«غاتسبي العظيم»، و«مائة عام من العزلة»، وغيرها .ويقر المؤلفان بأن كتابهما ينقصه تناول الأعمال الشرقية إلا أنهما يبرران الأمر بكون عملهما موجه للقارئ الغربي بشكل عام وللإسباني بشكل خاص لذا كان حصة الكتب المكتوبة بالإسبانية أكثر. والكتاب المجلد يمنح من يريدون معرفة كل شيء عن الأدب، ولكنهم لا يجدون الوقت لقراءة أعمال كبار الكتاب، الفرصة لقراءة 99 كتاباً فى كتاب واحد، ولهذا قامت دار نشر مارتينيث روكا الإسبانية بإصداره ليقُرأ في فترة الإجازات الصيفية فى إسبانيا. ويقول الكاتب والناشر المغربي عبد الغفار سويريجي صاحب منشورات «الكراس المتوحد»إن ما قام به المؤلفان وما قامت به دار النشر الإسبانية أمر طبيعي، ولهذا يقع على عاتق العرب والشرقيين مسؤولية إعادة تقديم أعمالهم العظيمة على هذا النحو. وأضاف أن الناشرين فى إسبانيا وفى العالم الغربي يتسمون بالحيوية، والمثقفون بشكل عام يحرصون على مواكبة العصر، فهذا أمبرتو إيكو يعمل الآن على إعادة كتابة روايته الشهيرة إسم الوردة» بشكل ملخص بحيث تكون قراءتها متاحة للجميع. وعن متعة القراء تقول الأديبة البريطانية الشهيرة فيرجينيا وولف، التي تعتبر من أهم الأدباء الحداثيين في القرن العشرين، أنه ينبغي على المرء مع بداية القراءة أن يجلس في قفص الإتهام مع المجرم، وأن لا يعتلي المنصة للجلوس مع القضاة. وعلى القارئ أن يتماهى مع الكاتب في موضوعه، سواء كان جيداً أم سيئاً في عملية إبداعه. لأن جميع الكتب مهما إختلفت بنوعها وجودتها، ما هي إلى محاولة لإبتكار شيء ما.