موضوع أحلام البارودي الخلاقة (أول أمس) أثار ما أحب أن أشرك القاريء فيه لحرارته فيما أظن. أبدأ برسالة عتاب من الصحافي الشاب عبدالرحمن جبر.. ولا أرى داعٍياً للعتاب.. لأن ما ورد في حقه وأزعجه كان في مجال التمنيات.. ثم إنه يعزز ثقتي فيه وهو يعرف أنني قد أشدت به من قبل أن التقي به.. ثم لا أرى ما يوجب الاعتذار في أن تتمنى أن يستمر عشمنا الجميل فيه.. الحبيب المتابع بالنقد لما أكتب أبوعركي البخيت أعجبه أمر الاهتمام بالسينما وحدثني عن كيف كانت السينما في الستينيات أداة تثقيفية عرفتهم بالكثير وساعدتهم الأفلام الناطقة باللغة الإنجليزية على تعلم اللغة، بجانب ما كسبوه من تعرف على ثقافات موسيقية وغنائية مختلفة، أما عن ستات الشاي فقد أشار إلى أن الأستاذ (عاصم حسن نجيلة) يعد بحثاً عن ظاهرة ستات الشاي على طول النيل في المساء، بجانب انتشارهن وسط الأسواق والأحياء ومكاتب العمل نهاراً، وله في ذلك ملاحظات تضمنها البحث، بجانب ما نبهني إليه (عركي) من محاورته لجراح عظام والذي وصف له (البنبر) بأنه أسوأ اختراع لأنه ضار بعظام البشر ولكن آثاره لا تظهر إلا بعد سنوات، فكل الشباب الذي أدمن الجلوس على البنابر سيكتشف فداحة ذلك بعد سنوات بما يسببه لهم من آلام ومشكلات في الظهر والغضروف و.. و.. حقيقة إن (البنبر) اختراع سوداني قديم وكان هو المفضل للنساء في عمليات الطبخ وإعداد الشاي وغيره.. ولعل (البنبر) هو سبب (القضاريف) (ووجع الظهر) الذي تعاني منه معظم النساء اللائي كن يدمن الجلوس عليه، وبجانب ذلك أحصى البحث الأموال المنفقة والزمن والوقت المبدد بسبب هذه الجلسات، عموماً لم نطلع على البحث ونتمنى أن نستفيد منه. وقد نبهني أحد الأصدقاء إلى أفلام سودانية بدأت منذ الستينيات (آمال وأحلام) وحتى (بركة الشيخ) ولو كانت التجربة استمرت بتوالي الإنتاج لازدهر فن السينما عندنا ولروج لبلادنا وهي أستديو طبيعي مترامي الأطراف مما يجعلها قبلة لمنتجي الأفلام للاستفادة من هذا الأستديو الطبيعي والامتدادت فيه بحيث يصبح ممكناً إنتاج جميع الأفلام من عاطفية، رومانسية إلى تاريخية وسياحية. عن انتشار ظاهرة ستات الشاي بهذه الكثافه المحيرة، أود أن أشير إلى الجانب الاقتصادي فيها، فهي ذات عائد مجزٍ ولا تحتاج إلى أدوات كثيرة أو مهارات كثيرة لكن لاحظت منافسة الأجنبيات للسودانيات فى هذا النشاط وهن سيكسبن الجولة لأنهن يجدن فنون التسويق (والتزويق)، فلابد من حماية العاملات السودانيات بأي شكل من الأشكال، حتى لا يلفظهن السوق. أما المقاهي فقد أفتى عدد مقدر من المعلقين بضرورتها وتحدثوا عن الأدوار التي تلعبها المقاهي في مصر القريبة دي وأيام زمان لكنهم اتفقوا على أنها حتى لو عادت لن تعود بشكلها ودورها ووظائفها القديمة.