ونقول إن كنا قد أدركنا وعايشنا تعرجات الماضي السالف وعلمنا مفاهيم الواقع المتتالية، فإننا نؤكد أن الشأن الاجتماعي هو المنحى الاستراتيجي الذي تتداعى عليه كل الأنشطة والدوائر المؤثرة الأخرى، ونجد أن الشباب هم الناصية الدائبة المفصلية، فما من بيت أو جماعة أو أمة، إلا وكان الشباب هم الرقم المتفوق فيها، وتنطلق من هنا فعالية وتأثير القيادة الشبابية لتحريك كل فصائل هذا المجتمع.. فنحن بذلك في حاجة ملحة وماسة لمنهج شبابي تربوي قيادي ويبدأ هكذا: أولاً..التعرف على مواهب كل شبل وفتى وفتاة.. ثانياً: الأمر والإشراف المباشر على أداء «الصلاة» لقوله «صلى الله عليه وسلم» مروا أولادكم بالصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع،، ثم تبنى الثلاثية الشريفة.. السنوات «السبع» الأولى للتلقين و «السبع» الثانية للتعليم والتوجيه المباشر، و «السبع» الثالثة للصحبة والهداية والإرشاد.. فيكون الأب صاحباً وصديقاً للابن، والأم صديقة لابنتها.. ثم من بعد ذلك تعلم المهارات بعد اكتشاف المواهب ورصدها.. وكأن الناس قد نظروا في حديثه «صلى الله عليه وسلم».. علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.. بل مروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثباً، وهذا كله ضروب وفنون للمهارات الرياضية، وتقوية الأجسام والإرادة.. ونعلم جميعنا أن الرياضة في عصرنا هذا صارت ملتقى اجتماعياً لحشود البشر، ترويحاً مفرحاً للأرواح والأنفس.. وهدفنا من تركيزنا على الشباب لأنهم مقدمات التغيير في كل المنابر أياً كانت، من حيث التوجهات والتثقيف، والحديث والإلقاء أو ملامح المظهر الخارجي.. وهم سند في كل الزيارات والرحلات الخلوية والبيئية.. وتوجب على الجميع رعايتهم في المدارس، أو الجامعات، أو باحات وساحات الأحياء والأندية، وكل مجالات الحراك والترويج.. إذ الإسلام يقول «روحوا عن قلوبكم ساعة فساعة فإن القلوب إذا كلت عميت».. وهكذا تتناسق خيارات الحراك الاجتماعي والربط بين أنشطته.. مثلما كنا نفعل يوماً في «ثمانينات» العقود السابقة حيث كنا نقود حلقات التنافس بين أحياء العاصمة «الخرطوم»، ونعلي من شأن التطريز والحياكة، واشغال الإبرة والطهي والطعام، ونقيم معارض، لذلك فكان حي «السجانة» يجوز على الموقع المتقدم على الأخريات.. وكانت تتباهى نساؤه وفتياته بذلك.. ثم طرحنا «حينها» بدائل للزي المدرسي لطالبات الثانوي إن يكون «البنطال» فوقه القميص المدرسي فكانت مدرسة «ثريا أمبابي» بأم درمان.. هي قائدة المبادرة فعم ذلك كله بعد أن تبنته وزارة التربية الاتحادية، ومثلما فعل الأستاذ النابه «حسن عثمان رزق» وزير التربية الأسبق بولاية الخرطوم.. حين ابتدر «الزي الثانوي للبنين والبنات وأعطاه وروداً زاهية تعطي اللون الأخضر الفاقع تميزاً وظهوراً» إذاً المبادرات وتقديم التجارب يهدي المجتمع لناصية الطريق القويم.. ثم توزن على ذلك وسائط الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة.. وإنك لترى حتى الفتيات المذيعات تغيرت ملامح المظهر عندهن.. حين يقاس ذلك بفترات سابقات.. قس على ذلك اختفاء كثير من المظاهر السالبة.. وما يظهر من تشوهات اجتماعية هنا وهناك .. هي «تحريش» من فئات أو تقليد لمظاهر من خارج المنحنى والإطار السوداني الأصيل.. ولا يعني أبداً كل ذلك أن ننفصل عن مجريات العالم، الذي أصبح ملعباً للسباق ومجاراة المظاهر الملفتة للنظر، ولانتناسى أن أصابع «صهيون» تدخل أكثر الحلقات وتوجه مساراتها لخدمة مخططها العالمي، وإظهار المسميات والمصطلحات بين الحقبة والأخرى.. وهكذا يظل العراك، وقد قيل لنا «ولا يزالون يقاتلونكم ليردوكم عن دينكم إن استطاعوا..» ولكن لريادة المجتمع وتجدده.. الشباب هم الفصيل الأقوى وصاحب المصطلحات والشعارات الناهضة.. والمنهج هو نفسه الذي يقود الاعتدال وخطى التغيير.. فانظر ماذا ترى!. ولكي يبنى المجتمع المنشود على ركائز التجدد الذي يسخره الله سبحانه إثر كل تراخي.. لكي يكون ذلك علينا بالمرتكزات التالية: أولاً.. تحديد الأهداف المرجوة للتجديد والتغيير- حسب مقتضيات التحدي.. ثانياً.. تربية وتماسك الشباب بالإخاء والتواصل البرامجي. ثالثاً.. التثقيف والإطاحة بالوسائط العصرية.. رابعاً.. الملتقيات والمعسكرات الدورية لشباب التغيير .. خامساً.. مواجهة السوالب بالبدائل وسد الفجوات.. سادساً.. التشجيع على الإطلاع والمعارف لنيل الثقافة ومعايشة واقع الظروف... سابعاً.. جعل القرآن الكريم المرجعية المصاحبة لكل نشاط، فإن كان إذن الدور المتعاظم للمجتمع يستند على مراجعة الواقع.. فإن الذي بتبدى بين حين وآخر يعكس التربية المتلاحقة للأجيال.. ولا يكون ذلك بمعزل عن عالم اليوم المتشابك المتلاحم.. فلنعش لظرفنا ونكون شهداء على الآخرين.