مرت صناعة الشنط في السودان وتحديداً «الحقائب السفرية» بمراحل مختلفة خاصة في مجال المواد المستخدمة، حيث شهدت تطوراً ملحوظاً تكاد تنافس المستورد، ونرى الاستخدام الواضح للشنط في حياتنا اليومية من خلال الحقائب المدرسية، وكذلك الشنط النسائية، وحقائب السفر، وجميعها تستخدم في حمل الأغراض الضرورية التي يحتاج إليها حامل الحقيبة. وكان ل«آخر لحظة» جولة في شارع الجلود بسوق أم درمان العريق حيث يجلس هناك العديد من الحرفيين يعملون على صناعة وصيانة الحقائب، وقمنا بسؤالهم عن ممارستهم للمهنة والتطور الذي صاحبها ونوعية العمالة.. فمعاً نقرأ ما قاله أحد مشاهير تلك المهنة.. حيث قال: بدأنا العمل في هذا المجال منذ العام 1988م حيث شهدت الشنط تطوراً ملحوظاً، ففي السابق كانت عبارة عن شنط دمورية «مخلاية» ثم تطورت إلى شنط جوالات مصنوعة من البلاستيك مثل جوال السكر، ثم بعد ذلك ظهرت الشنط الحديثة وتوالت بعد ذلك العديد من الشنط بأنواع وأحجام مختلفة في الظهور، وتأتي من عدة دول أي أنها «مستوردة» ومنها شنط المدرسة، والشنط النسائية، وشنط السفر. وعن المواد المستخدمة والمكوِّنة للشنطة قال: هي مشمع يسمى «بالسيوتر» إضافة إلى المكونات الداخلية متمثلة في الحديد، وأيدي بلاستيكية، وسست بأحجام مختلفة حسب التصميم. وعن العمالة قال: معظمها سودانية.. عدا بعض اخواننا الذين مازالوا قيد الإقامة المؤقتة من دولة جنوب السودان. وأشار إلى أن الشنط المحلية تنافس الشنط المستوردة وذلك لجودة الخام، كما أن التصنيع المحلي جيد جداً عكس المستورد فهو ردئ ولا يستحمل الصيانة، كما أن المحلي قليل التكلفة بالنسبة للمستورد خاصة من حيث توفر جميع أنواع وألوان الخام التي تتناسب مع الذوق العام. وعن الصيانة أضاف: إن الصيانة تتم على حسب ما تتطلبه الشنطة نفسها، وأن أسعار الصيانة تبدأ من ثلاثة إلى عشرة جنيهات بالنسبة للشنطة الصغيرة، أمَّا الشنط الكبيرة أي حقائب السفر فتتم صيانتها بمبلغ خمسة عشر إلى عشرين جنيهاً. ومن أكثر الشنط التي تأتي إلينا لصيانتها هي الحقائب المستوردة، وأضاف مشكلتنا تتمثل في الحملات التي تقوم بها المحلية من حين لآخر.. وفيها يتم رفع «الماكينات» التي نستخدمها ولا ترد إلينا إلا بعد دفعنا لمبلغ مائة وواحد جنيه، وعندما نريد التصديق ونسعى إليه يقولون لنا التصديق واقف. وعبركم نطالب بفتح باب التصديق لننعم بالاستقرار.