لا يوجد فى عالم الزهور والورود، التى تصل أنواعها إلى 120 نوعاً، ورود زرقاء اللون أصلاً لأن معظم الزهور التى تصفها كتب النبات ليست سوى بنفسجية أو أرجوانية اللون. والورود الزرقاء تظهر فقط فى أشعار الشعراء كرمز للحب والعشق، ولكن يلجأ أصحاب الحدائق إلى صبغ الزهور البيضاء باللون الأزرق لتصير زهوراً زرقاء. وفى بعض الحضارات هناك إعتقاد أن الورود الزرقاء تمنح من يملكها الشباب والأمنيات الطيبات. والمعروف أن اللون الأزرق يرتبط بالدم الملوكي، وبالتالي فهي زهور ملكية. ومنذ وقت طويل ممتد إلى سنوات طوال أخفق العلماء خلال عشرات السنين فى التوصل إلى إستنبات ورود زرقاء حقيقية على الرغم من أنهم إستنفذوا كل ما لديهم من أساليب وحيل علمية بما فى ذلك قيامهم بحقن جينات البتونيا فى الورود، غير أن كل هذه الجهود ضاعت هباءاًَ لسبب بسيط هو أن الورود ليست لديها صبغيات زرقاء، فالمسالك اللونية فى النبات تحدد اللون الذى تضع به تويجاته.. وهذا يعتمد على مقدارالحموضة فيه. ويعتقد علماء النفس أن اللون الأزرق يساعد على الإسترخاء ويجدد نشاط الجهاز العصبي بالجسم، وقد يكون إرتداء الأزرق مفيداً في السيطرة على العواطف والمشاعر وخلق إحساس بالقوة والاستقرار النفسي والمعنوي. كما أنه مهدئ للأشخاص زائدي العصبية، وذوي ضغط الدم المرتفع، إذ يفيد في إنخفاض الضغط ويؤدي إلى الإسترخاء ويخفض من عدد مرات التنفس، كما يفيد الأشخاص الذين يعانون من الأرق والعصبية، وله أثر إيجابي على عمل القلب والرئتين، ويُنصح بإستخدامه لمرضى الربو والقلب والشد العصبي. ولكن الخبر المفرح الذى سوف يسعد محبي الزهور والورود والعشاق هو أن العلماء فى إحدى كليات الطب الأمريكية إقتربوا من التوصل إلى إستنبات وردة حقيقية زرقاء اللون. وقد أثار هذا الخبر قدراً كبيراً من الحماس والبهجة فى أوساط المهتمين بزراعة الحدائق فى العالم كله لأنه أمل طالما حلم بتحقيقه الهواة والمتمرسون فى زراعة الزهور منذ زمن بعيد. والسبب الذى لا يجعل الزهور المستنبتة تحمل اللون الأزرق هو أن الورود ليست لديها صبغيات زرقاء وحتى إن حقنت بهالوم الوردة سيتحول تلقائياً إلى اللون الوردى، لذا لجأ العلماء فى إستخدام الجينات الشرية من أجل إنتاج إنزيمات زرقاء فى الورود. والورود والزهور لها رموز ومعاني كما توضح أدبيات الزهور ومعانيها، فالورد الأحمر يرمز للحب الحقيقي، وهو رمز للمحبين، وهو درجات في الألوان وكذلك في المعنى. وهناك الورد الأحمر القاتم فهو يرمز للرغبة العميقة في الحب، أما الورد الأحمر الفاقع فهو يرمز للرغبة الخادعة في الحب، خاصة وأنه لون غير حقيقي. وهناك الورد الأحمر الناري الذى يرمز إلى لهيب الحب. أما الورود الصفراء اللون فهي ترمز للغيرة بشكل عام، كما ترمز للتعاطف مع الآخرين في أوقات الحزن كما ترمز أيضاَ للسعادة الداخلية بشكل هادي. والورد الأبيض هو لون الإخلاص لأن البياض الناصع للوردة هو إشارة لنقاءها أو نقاء علاقة الشخص وإخلاصه للآخرين. أما الوردة البنفسجية فهي تضيف عامل السحر بالجمال للموقف فتتفوق على باقي الألوان باعطاء الشعور بالغنى، والوردة ذات اللون البرتقالي فهي رمز للفخر، فهي تصرخ في إباء وتشمخ في نقاء. أما الوردة الزرقاء، وهي صاحبة هذا المقال، فهي لون السماء، وهي ورده خيالية صعبة المنال لندرتها، وهي تعني ألأمل في تحقيق المستحيل. والورد الأسود، وهو نادر، ولكنه موجود فى عالم الزهور، فيرمز لنهاية الحياة. والورد الوردي أو الزهري اللون فهو يرمز للوداعة والبراءة والنظافة والرقة والحنان، كما يرمز لحسن التعامل والذوق في الأخلاق والطيبة والجمال.