تبدأ اليوم بولاية الخرطوم امتحانات مرحلة الأساس والتي يجلس لها حوالي (117.254) طالب وطالبة، وقد استعد التلاميذ وأسرهم لهذا اليوم منذ بداية العام الدراسي، والآن تبدأ مرحلة الحصاد.. وندعو الله أن يوفق كل الممتحنين ويوفقهم ويفرحهم ويسعدهم.. هم وأسرهم الذين ساهروا معهم وحملوا همهم. سادتي في كل عام أو كل مرة يذكر فيها «الامتحانات» أتذكر الأيام التي كُنَّا ندرس فيها في المدارس، وقد قال لي بعض الممتحنين أثناء ونستهم بأنهم يريدون أن يدخلوا في غيبوبة حتى تنتهي الامتحانات أو يموتوا قبلها أو تنفجر قنبلة في المدرسة تؤجل الامتحانات أو أي أمنية أو دعاء يؤدي إلى ذلك، ورغم أنني أضحك كثيراً في هؤلاء وأقول إنها شدة وتزول أو «تروى وتبقى حكاوي» إلا أنني أتذكر أنني قد مررت بهذه المرحلة وتهيبت مثل ما يتهيبون، وقد سألتُ أناساً كثيرين عن إذا ما كانوا قد تمنوا تلك الأماني.. وقالوا إنهم قد تمنوها وأنهم يضحكون الآن بعد أن تعدوها، كما أنني اتذكر عندما يقوم أي أحد بشرح مادة قد استعصى علينا فهمها فإننا نسرح في موضوع آخر ونقول في «سرنا»: «عاين الزول دا فاهم المادة دي كيف وهو ما ممتحن.. ونحن ما فاهمين وممتحنين». المهم سادتي لقد حاولت الطواف على بعض ما حدث لنا ليطمئن التلاميذ وأسرهم أن ما يحدث لهم أمر عادي وطبيعي فالامتحانات بعبع يخيف الجميع وإحساسه يُشعر الإنسان بالتوتر وعدم الرغبة في الحياة.. بالمناسبة هذا يحدث حتى لأصحاب المستويات العالية ولقد لاحظت أن الأمهات أنفسهن يصبن بالتوتر لامتحان أبنائهن مما يجعل التلاميذ يعيشون حالة من التوتر بسبب فقدان من يطمئنهم.. فعلى الأمهات والآباء بث الطمأنينة في نفوس أبنائهم.