رأي :محجوب أبو القاسم عبد القادر : بما أن الطلاب هم الفصيل الذي يُحدِثُ الكثير من الحراك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية جاءت مبادرة طلاب الوطني بالتنسيق مع مركزيات الأحزاب والحركات لتنظيم ملتقى مركزيات الطلاب الأول بمشاركة أكثر من عشرين حزب سياسي وحركة. بما أن هذا الملتقى مهم جداً وحمل شعار (حوار- وفاق- بناء) كان لابد من قيادة الوطني أن ترعاه، وبالفعل جاءت الرعاية من قبل الدكتور نافع على نافع نائب رئيس الموتمر الوطني لشؤون الحزب وشرَّف الجلسة الافتتاحية الدكتور الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية ورئيس القطاع السياسي بالوطني وقيادات الأحزاب السياسية والحركات، جاء الملتقى من أجل البحث عن أرضية مشتركة وثوابت وطنية يتراضى عليها الجميع وفق دستور دائم للبلاد، والمساهمة في حل قضايا المناطق ذات الخصوصية (جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق) ونبذ العنف الطلابي والجهوية والقبلية وقضايا كثيرة، في نظري أن الملتقى وجد لها كثير من الحلول، واجتمع في هذا الملتقى كل ألوان الطيف السياسي من الأحزاب السياسية والحركات، ودعا الدكتور الحاج آدم يوسف بأن يكون الحوار مفتوحاً مع الجميع دون سقف حتى مع الأحزاب التي تنادى بإسقاط الحكومة لأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل القضايا، وعبر الحوار سنصل جميعاً إلى الوفاق ويعم السلام كل أطراف السودان. ووصف الحاج العنف الطلابي بالجامعات بغير المبرر لأنه يسبب كثير من المشكلات، والتأخر في الصعيد العلمي بإغلاق المؤسسات التعليمية، وقال الفريق دانيال كودي رئيس الحركة الشعبية جناح السلام: بالحوار سنخرج جميعاً بالوطن إلى بر الأمان، ونواجه الهجمة الشرسة من قبل الغربيين، وجاءت جميع كلمات المتحدثين في الملتقى من رؤساء الأحزاب السياسية والحركات وممثليهم متفقة على الحوار والمبادئ الوطنية والوحدة ونبذ الجهوية والقبلية والدعوة إلى وحدة الأحزاب. وخرج الملتقى بتوصيات مهمة تم التوقيع عليها من أمناء الطلاب بالأحزاب والحركات وممثليهم، تمثلت التوصيات في عدة محاور أهمها المحور الطلابي وجاء فيه الاهتمام بالقضايا والخدمات الطلابية المقدمة للطلاب من سكن، وإعاشة، ورسوم دراسية، والاهتمام بالبيئة التعليمية، والاهتمام بالطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، ودعم الطلاب الفقراء ورعايتهم، وتدريب وتطوير القيادات الطلابية من مختلف الأحزاب، وترقية الخطاب السياسي واحترامه، والاعتراف بالأخر، وإتاحة الحريات والمساواة، والمحافظة على الحرم الجامعي. وفي رأيي التوصية المهمة في هذا المحور قضية التمثيل النسبي والمشاركة لجميع التنظيمات في المنابر النقابية الجامعية، إذا تم تنفيذ هذه التوصيات في هذا المحور بالتأكيد سينبذ العنف الطلابي وتستقر المؤسسات التعليمية. وفي ختام حديثي ادعو أن لا يكون هذا الملتقى تظاهرة سياسية وإعلامية، وأن تلتزم جميع الأحزاب والحركات بتنفيذ توصيات الملتقى وإنزالها على أرض الواقع.