نظم الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بالتعاون مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة- بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، والذي صادف الخميس الماضي- مؤتمراً صحافياً لبحث التواضع على استراتيجية إعلامية موحدة ارتكز على تأمين الوسائل المطلوبة لإيقاف العنف ضد المرأة حسب ما تنادي بذلك المنظمات والجمعيات الدولية. ولا ينفصل الحديث عن المرأة عن سياق التوجهات الدولية التي تنادي بالمساواة والعدالة وحقوق الإنسان. وتعترف المجتمعات الغربية بأهمية المرأة كمكون أساسي من مكونات الأسرة والمجتمع، فيما يحترم المجتمع الشرقي بالجنس الآخر ليس وفق الايدولوجيات الفكرية والتوجهات الثقافية فقط، بل عظم الإسلام دور المرأة وأنصفها القرآن وجعل منها الأمم. ولا غرو فقد ظلت المرأة سنداً وعضداً ونصيراً للرجل في كل المجالات، وقد عرفت بأدوارها الرسالية والتربوية التي تدعو لترسيخ القيم بدءاً من البيت مروراً بالمشاركة في الحي، وصولاً للمكتب، أو مكان العمل، فضلاً عن اسهاماتها الواضحة في مجالات العمل الإنساني والطوعي والنقابي، حتى تبوأت أرفع المناصب، وهذا ما يعزز دورها الذي يناسب مناداتها المتكررة بأن تحفظ مكانتها في المجتمعات. عودة لموضوع المؤتمر الصحفي نقول إن قاعدة البيانات التي فرضت هذا المحور المهم، نابعة من جملة الاعتداءات التي تعرضت لها المرأة في السنوات الأخيرة، ونعتقد أن المجتمعات لها النصيب الأوفى مما يحدث للمرأة خلاف الحروب وغيرها. ثقافة العنف أصبحت شائعة للحد البعيد، ربما لتأثير التيارات الفكرية وخطورة بعض أجهزة الإعلام في خلق المسرح المناسب لافتعال مثل هذه الأزمات. المرأة هي نصف المجتمع ولها دور كبير ومميز في وجود البشر، وفي صناعة التاريخ، والحاضر والمستقبل، ولا ينكر إلا مكابر ما تتمتع به من قدرات وضعتها في مكان الشرف والقيادة وهي حقيقة بذلك. تنامي ظواهر العنف ضد المرأة تتطلب وعياً مجتمعياً ودوراً رسمياً بسن التشريعات التي تحفظ لها حقوقها، وتمنع عنها الاعتداء. ولا ينكر أن السودان يعد واحداً من الدول المتقدمة في مجالات القوانين التي تساعد على حماية المرأة، بل زادت كيل بعير، عندما قررت استقطاع ربع المشاركات على مستوى الوزارات والمجالس التشريعية، وحتى الاتحادات المهنية، وهو كسب كبير تنظر له العديد من التكوينات المشابهة في الدول العربية والدولية، بعين الرضا والاعتبار وكثير من التقدير. لقد كان المؤتمر ناجحاً ومحضوراً وحاشداً بالزملاء والزميلات، ونعتقد أن عنصر النجاح تمثل في الحضور النوعي والكمي، وفي مخرجات المؤتمر التي أفضت لتكوين شراكة بين وحدة مكافحة العنف ضد المرأة واتحاد الصحفيين.