غبت عن الوطن الحبيب زهاء الثلاثة أسابيع حيث كنت بدولة الأمارات بمدينة العين البلد الزين والأخبار تتواتر وتصلنا ساخنة وأكثر ما أثارني من الأخبار أن أمام أحد المساجد بالخرطوم طالب المطرب المبدع الشاب جمال فرفور بالتراجع عن صف الصلاة الأول الى الصفوف الخلفية لأنه مطرب لأن الصف الأول للعلماء والفقهاء!!!. ما يؤلم في الخبر أن أحد رجال الدين الجهلاء أختزل الأسلام وهو برئ منه بأنه دين صفوة ودين بابوية وكهنوتية وصار هو الخصم والحكم. هذه هي مصيبة من يدعون أنهم أوصياء علينا يجرمون ويكفرون . ولم يبق لهم بعد ذلك إلا بيع صكوك الغفران جمال فرفور حظي بتعاطف شعبي وازداد عدد معجبيه وهو من مطربي الصف الأول الذين يشهد لهم بالأخلاق الكريمة والمسلك القويم المحترم والفن الراقي. هل بعد ذلك نحتاج الى درس عصر لكي نفسر ما يحدث في مجتماعاتنا بسبب فقه المتنطعين الذين أصبح لا هم لهم إلا تكفير الغير . اللهم أحفظنا وأحفظ أولادنا واولاد المسلمين من هذا الفكر الضبابي الظلامي الجاهل. أطفال وفضائيات :- تتناقل مجالس الخرطوم واقعة المذيعة التلفزيونية لبرنامج أطفال بأحد الفضائيات وهي تسأل الصغار عن مهنة المستقبل سالت أحد الأطفال ماذا تتمنى أن تكون عندما تكبر ؟ أجابها رجل شرطة : سالته لماذا؟ فسكت الطفل فتبنت الرد عنه بجواب إيحائي . عشان تكتل الناس !!! وبث البرنامج دون أن يتدخل مقص المونتاج وكانت النتيجة رفد الطاقم كاملاً الذي أساء للشرطة المحترمة. وهذا ذكرني بالنقد والهجوم اللاذع الذي وجهه الشاعر الكبير قاسم الحاج لمنهج برنامج جنة الأطفال بالفضائية السودانية وتحديداً التلفزيون القومي : وقد كان ضيفاً على برنامج الكلام المباح بفضائية الخرطوم : وذكر لي واقعة وهو الذي قدم أكثر من (200) عمل للأطفال منه أوبريت للأشادة برجال الشرطة وقال أنه بمجرد بث الأوبريت زحمت سيارات الشرطة القادمة من بري شارع البحر بأمدرمان حيث مبنى التلفزيون جأوا ليشكروا الأطفال وأسرة البرنامج وأيضاً في هذه السهرة من الكلام المباح شنت الأستاذة ماما صفية صاحبة أمتياز برنامج الجنة تقديم أطفال للبرنامج وقالت أن الأطفال لن يلتفوا حول الشاشة . ومعروف وهذا من عندياتي أن أنجح برامج الأطفال قمن بتقديمها ماما صفية وماما فتحية وماما عشه سالم . نعم الشرطة في خدمة الشعب ونكن لها كل الأحترام والتقدير ولكن لو تتبعنا بعض من أخطائها وأخفاقاتها السابقة نجد أن وراء هذه الأخطاء عدد من الضباط الصغار الذين تنعدم لديهم الخبرة ويتميزون بالحماس الزائد ورغم هذه الأخطاء نجد أن مذبحة ضباط الشرطة مستمرة وآخر هذه المذابح الأطاحة بعدد من الخبرات المميزة إلى الشارع وآخر هذه المذابح دفعة يتقدمها اللواء عابدين الطاهر رغم نجاحاته في حل كثير من القضايا الشائكة وقد أشاد به من قبل فخامة السيد/ الرئيس .ولذلك المطلوب تقويم وتقييم للأسس والنظم ومنهج الشرطة كدراسة أكاديمية والأتجاه نحو التعديل وتطوير هذه المناهج بحيث تواكب المستجدات والتطورات في عالم الأمن والجريمة وذلك بالأستفادة بالخبرات من ذوي الأختصاص ومن رموز المجتمع وأعيانه فالشرطة مؤسسة علمية مجتمعية تقبل الشراكة والقسمة مع أكثر من جهة . أيضاً بالنسبة لأئمة المساجد يجب أن يخضعوا لمعايير أختيار ثقافية وأجتماعية متفق عليها بحيث نتوخى فيها الحيدة والقبول والمرونة بعيداً عن التشدد والتنطع ومنهج الخفافيش فالمسجد هو أحد وسائط التربية الغير مقصودة والتربية تعني أحداث التغيير الأيجابي الذي يقود الى التوازن النفسي والأجتماعي الحديث يطول وسنعود.