سيدة في الثلاثينيات من عمرها، غادر زوجها إلى مناطق التنقيب عن الذهب قبل نحو عام ونصف، مخلفاً وراءه خمسة أطفال، أربعة أولاد وبنتاً صغيرة تركها وعمرها أيام، أخذت تتعلم نطق الكلمات ومن بينها كلمة «بابا».. وغير الأطفال الخمسة خلف رب الأسرة وراءه مشاكل عديدة هي التي دفعت به إلى البحث عن الذهب، من بينها مديونية كانت تقدر بأربعة آلاف وخمسمائة جنيه مقابل متأخرات إيجار، زادت إلى ستة آلاف وثلاثمائة جنيه بسبب غيابه عن حضور جلسات المحكمة وبعد أن أضيف إليها رسوم وأتعاب المحامي والقضية. الأم المسكينة تشردت هي وأطفالها، وأخذت تتنقل من منزل إلى آخر بأطفالها الخمسة، وأهلها لا يقيمون في الخرطوم، تعيش على إعانات قليلة تصلها من بعض ذويها، وأصبحت اليوم مهددة بالطرد من المنزل الذي تستأجره بعد أن تراكم عليها الإيجار لثلاثة أشهر، وهي تستأجر منزلاً في الحارة (73) بالثورة بمبلغ ثلاثمائة جنيه شهرياً. الدمعة لم تعد تفارق عين هذه الأم الحزينة، وبكاء الأطفال لا ينقطع، وحاجاتهم تتزايد، ويقيم مع الأم شقيق لها يعمل (رزق اليوم باليوم) في مجال الأعمال الحرة، يقول بأسى شديد: (يوم في.. ويوم ما في). هذه السيدة المكلومة جاءت إلى «آخر لحظة» تحمل مأساتها وقصة أطفالها الخمسة، وحكاية الزوج الغائب الذي انقطعت أخباره تماماً منذ قرابة العام، إلا من بعض الروايات المتواترة ممن يقول إنه شاهده مرة أو إنه التقى به في مكان ما، أو.. أو.. أو.. هذه السيدة ترى أن مشكلتها (بسيطة) وأملها في الله كبير وفي خلقه، وهي تحسن الظن بالجميع، جاءت وهي تمسك بملف ضم أوراق تقديمها وزوجها للسكن الشعبي قبل عامين، ويضم الأورنيك الخاص بالتقديم الذي يحمل الرقم (146480) وقد تم تحديد الحادي عشر من مايو 2014م- نعم 2014- موعداً لمقابلة اللجنة وسداد الرسوم لاستلام السكن الشعبي. استمعنا للقصة المحزنة ولا نملك إلا أن نرويها كما هي ونناشد إدارة الصندوق القومي للإسكان الشعبي بتقديم موعد المقابلة، وقبل ذلك نناشد ديوان الزكاة بسداد القسط الأول أو توفيره ليكون جاهزاً عند الطلب، ونناشد أهل الخير أن يتسابقوا لينالوا الأجر والخير في الدنيا والآخرة. نسأل الله أن يعين هذه الأسرة، وأن يقوي كل الضعفاء من أهلنا ومواطنينا بالإيمان والصبر، وبوقوف أهلهم ومواطنيهم معهم.. أما من أراد إعانة هذه الأسرة الصغيرة فعليه أن يتصل على هاتف الأستاذة (أميرة) السكرتيرة المركزية بالصحيفة على الرقم (0129191627) والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.