أتصور ان السودان هو البلد الوحيد الذي به عدد كبير من الأحزاب ويتفوق في هذه الناحية على امريكا ذات نفسها وعلى الامبراطورية العجوز بريطانيا واعتى الديمقراطيات في العالم ، هذا الشيء طبعا يميزنا عن غيرنا من الشعوب ، والشيء الجميل جدا ان بعض الأحزاب لديها تفريعات وزوائد هامشية تنمو أحيانا وتختفي في أحيان اخرى ، المهم مع العد التنازلي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية لدي سؤال مقطوع طاري هل يمكن ان تكون الانتخابات العامة المقبلة مثل انتخابات السنين الخوالي في السودان أم ان المسألة فيها ان وأخواتها ؟ عموما ارجو من قلبي ان تكون الانتخابات السودانية تحمل اسم ( نزيهة ) وان تخلو من أي مؤشرات دموية ، بالمناسبة الانتخابات الأخيرة في جارتنا كينيا حدثت فيها تجاوزات تم اعتبارها بمثابة إبادة بشرية ، وحتى أرطب الجو لجميع الأحزاب أعلن لهم ان الأمريكان يعملون حاليا على قدم وساق من اجل وضع طريقة يمكن بها الإنسان استعادة أطرافه المبتورة على سن ورمح ، وقبل ان يسبني احد الحمقى ( المفروسين ) ، من العبد لله وما أكثرهم أرمى الكرة في ملعبهم وأؤكد لهم ان حكاية استعادة الإنسان لأطرافه المبتورة مثل السحلية مسألة حقيقية وليست مجرد مزحة ثقيلة الدم ، إذن على جميع الأحزاب ان تسعى لاستعادة أطرافها المبتورة وذلك بالبحث عن مناصريها في عموم السودان بعد ان تغيرت التركيبة السودانية بزاوية قدرها 360 درجة خلال العشرين سنة الماضية ، كما انصح الأحزاب المفتتة محاولة لم شملها بطريقة دقيقة وان تنسى الأحقاد الماضية وصراع الزعامات والكراسي الدوارة ، بالمناسبة سيناريو استعادة الأطراف تقنية طبية أمريكية لا زالت تنضج على نار هادئة وتتمثل في ان كواليس المختبرات الأمريكية تشهد حاليا أبحاثاً مستفيضة من اجل وضع وسيلة طبية يمكن من خلالها الإنسان استعادة أطرافه المبتورة ، وذكرت مجلة نيو سيانتيست ان جسم الإنسان يمكنه ان يجدد نفسه ويستعيد أطرافه مثل سحلية الماء ، ومضت المجلة قائلة ان الباحثين يعملون على استحداث سلسلة من التفاعلات لدى الثدييات حتى يمكنها استعادة أطرافها بصورة ذاتية ، عموما المرجو من جميع الأحزاب ان تنتهز هذه الفرصة وتفتح باب الحوار مع امريكا من أجل استيراد تقنية استعادة الأطراف المبتورة ، حتى حزب المؤتمر الوطني الحاكم يلزمه استيراد هذه التقنية لانه بحاجة إلى مناصرين في عموم السودان ، بصراحة اذا لم تبادر الأحزاب من طرف البحث عن طريقة استعادة الأطراف فسوف تخرج من موسم الانتخابات بدون حمص ولا بليله ( نية ) ، ويظل السودان يرزح تحت حكم الحزب الواحد كما هو الحال لمعظم الدول النامية ، عفوا قصدي النائمة ، فهل سوف تستعيد الأحزاب أطرافها المبتورة أم أن السودان سيظل محلك سر ، ويصبح إيقاع الحياة في الوطن بلا لون ولا طعم ولا رائحة ، روح يا زول يقطع إبليسك ، سحلية إيه وأطراف إيه ونزيهة بنت مين فيهم .