من داخل سيارة الأستاذة سامية أحمد محمد رئيس القطاع الفئوي ونائب رئيس المجلس الوطني، تحدثت لآخر لحظة الوزيرة المتواضعة والتي أكدت أنها بذلك تعي دور الصحافة والإعلام والصحفي الذي يتحمل المشاق بحثاً عن معلومة حتى يملكها الجمهور. التقينا بالوزيرة سامية أحمد محمد بالمركز العام للمؤتمر الوطني خلال مؤتمر الملتقى التفاكري للمرأة، ونسبة لضيق وقت الأستاذة سامية قدمت لنا دعوة كريمة بمرافقتها وطرحنا عليها أسئلة حول المؤتمر ومتى تخرج المرأة من سجن المؤتمرات والندوات إلى العمل على أرض الواقع؟.. وما صحة أن دور المرأة ظل محصوراً في الانتخابات ولم يتعداه إلى أدوار أخرى فاعلة وما هي أهم أهداف هذه اللقاءات التفاكرية؟ وصفت الأستاذة سامية أحمد محمد عمل المرأة داخل المؤتمر الوطني بالعمل الذي ينطلق من القاعدة الاجتماعية الشعبية قائلة إن المرأة ظلت من خلال الأعمال الاجتماعية لصيقة بالمواطن، مشيرة إلى أن الملتقى التفاكري للمرأة جاء بهدف مناقشة القضايا الاجتماعية وإحياء قيم تساهم في استقرار النسيج الاجتماعي ومعرفة الآراء في السياسات سلباً وإيجاباً وتقييم الرأي العام، الأمر الذي يؤكد أهمية هذه اللقاءات التفاكرية التي تستمع إلى آراء العضوية وتتيح الفرص لمناقشة كافة شؤون المرأة داخل الحزب بصورة خاصة والمرأة السودانية بصورة عامة، كما أشارت سامية إلى أن الملتقى التفاكري جاء على ضوء كثير من الحراك الاجتماعي في ظل ما تشهده الساحة السياسية من أوضاع وتوترات وبروز أشياء لم تكن موجودة في السودان وانتشار روح القبلية والجهوية والتي استنكرت سامية أن تجد موطيء قدم في السودان في المجتمع السوداني الذي لا يعرف العصبية، المجتمع السوداني المتداخل، وقالت إن التباين في القبائل يجب أن يكون لأجل التعارف وليس التناحر، مؤكدة أن المرأة السودانية ظلت أكثر الفئات وعياً بهذه القضية والتي تعتبر من القضايا الجوهرية للملتقى التفاكري. ومن أهم الأهداف التي ناقشها الملتقى التفاكري للمرأة على حد قول الأستاذة سامية أحمد محمد، هو التوعية لأهمية أن تتحول المرأة إلى دائرة الإنتاج بدلاً عن الاستهلاك والذي أدى بدوره لبروز ظواهر سالبة مثل المظاهر البذخية، وقالت سامية إنها لا تعني بها الترف في الأكل والشرب ولكن في السابق كانت الأسرة السودانية تعتمد على نفسها في كثير من الأعمال والتي تمكنها من إدارة الشؤون المالية للأسرة، وقالت إن ذلك يبدو واضحاً من خلال أمثلة بسيطة مثل صفيحة الطماطم في ولاية الجزيرة ب8 جنيهات، وجوال البصل ب40 جنيهاً، لماذا لا نستفيد من هذه الوفرة من خلال تصنيع المنتجات المشتقة والتجفيف وغيرها من الأشياء، بدلاً من أن ننظر إلى السعر في وقت الندرة الذي قد يرتفع إلى 18 جنيهاً ويتحول لموضوع سياسي تتناوله الصحف، لذلك عمدنا من خلال هذا اللقاء التفاكري أن نتحدث عن هذه المظاهر الاستهلاكية. وأشادت سامية بدور المرأة ومشاركة المرأة السياسية عموماً في السودان، وقالت إن المرأة سجلت حضوراً قوياً في كل قضايا الوطن ومجالات التوعية وإدارة الحوار والتعبئة في فترة الاستفتاء وما بعد الانفصال والعبور والحراك الاقتصادي من تسيير القوافل التي انتظمت المرأة في قضايا دارفور وحوار الدوحة ومشاركتها الاجتماعية خاصة المرأة في المؤتمر الوطني والتي سجلت حضوراً كثيفاً في قضايا المشورة في النيل الأزرق إبان التعداد وإعمار المناطق وما يحدث الآن في القضايا الداخلية والخارجية.