قال عندما أتى لزيارتي هل أخذ راحتي في الكلام يا فضيلة الشيخ قلت لا حياء في الدين قل كل ما تريده فسرك محفوظ وكلامك مسموع وليس لي أي مبتغى غير رضاء الله عز وجل وتحقيقاً لشعاري في الحياة وسيراً في طريقتي الخدمية خدمة ونفعاً للناس قال أرحتني أراحك الله فارتخى في جلسته وقال دخلت الجامعة بروح معنوية عالية ووجدت أمامي فجاة عالم الصداقة ما بين الولد والبنت وهو أمر جديد بالنسبة لي ولكنه في الجامعة أكثر من عادي ولا تجد ولد ولا بنت إلا وهم منخرطين في هذا العالم والبنات في الجامعة نقسمهن على ثلاث مجموعات (شهادات عربية أو عاصميات أو اقاليم) فعلى كل شاب أن يختار ما يناسبه، أنا شخصياً تعجبني العاصمية جداً لأن عاداتنا واسلوبنا في الحياة يجعل التفاهم أسهل لذلك صرت أاتجول واتنقل ما بين مجموعة ومجموعة إلى أن عثرت على زميلة أعجبت بها أشد الاعجاب من أول نظرة.. الهدوء- التحفظ في الكلام -الرقة في المعاملة- الجمال واللبس الرائع وكل شيء شدني اليها.. قلت دعني أرمي شباكي على هذه الحورية فحاولت وحاولت عبثاً وكل مرة أقول أصبر يا ولد وحاول ولا تياس من طلب العلا سهر الليالي والورد يحيط به الشوك والحورية ليست صيداً سهلاً كالأسماك فرغم أنها جميلة وديعة إلا أن صيدها أصعب من صيد سمك القرش معاذ الله أن أكون فكرت في شيء أبعد من الصداقة فقط أريد أن أبرز عضلاتي أمام الزملاء وأريهم بأني لست أقل منهم جذباً للبنات. حاولت أن أتحدث معها وأفتعل مواضيع للنقاش إلا أنها تتحفظ في الكلام ولها حدود ولا تتخطاها ولا تسمح لي أحد بأكثر من الزمالة ولما حاولت وحاولت وفشلت قالت لي بكل تهذيب أنت في مقام أخي وأظن لك أخوات مثلي أن لا أتعامل مع المباشرة ولا التلفون وأني إنسانة محجوزة ومرتبطة وخطيبي غيور جداً ولا يسمح إلا بأخذ كل وقتي. أدبتني بكلامها هذا وكان بالأمر بالنسبة لي صدمة جعلتني أقبل بثقلي على المذكرات والمحاضرات ودروب العلم المختلفة ورغم أني زعلت منها لصدها لي ولكن صدودها جعلني أبعد من الصداقات واتفرغ تماماً للدراسة والحمدلله ما جاء وقت التخرج أحرزت مركزاً متقدماً جداً كما علمت أنها أيضاً تفوقت بجدارة وذهب كل منا في طريقه وأنا أبحث وأبحث عن وظيفة وتوفقت بفضل الله بوظيفة ممتازة في شركة كبرى وأصبح بعد ذلك شغلي الشاغل جمع المال للارتباط بشريكة الحياة وتكوين أسرة ، نسيتها تماماً ودائماً أقول ربما تزوجت فمثل هذه الخلوقة لا يتركها خطيبها ولا يتأخر في زواجه منها. جاء شقيقي الذي يكبرني بسنتين بعد أغتراب طويل بهولندا وطن الزهور جاء يبحث عن سودانية يتحدى بها زهور هولندا وفتياتها.. قامت أختي جبار في البحث والتنقيب وأظنه أصعب من التفتيش عن الذهب في أرض البطانة وذلك لعلمها باخي وشخصيته الدينية المتحفظة وعلمت لاحقاً أنها عرفته بإحدى فتيات أسرة كبيرة ومتدينة جداً تناسبه تماماً ومشى قدماً بغير تردد في خطوبتها والاقتران بها ولما اجتمعت الأسرتين للتعارف فوجئت بأن خطيبته حوريتي التي فشلت شباكي في اصطيادها.. قلت إني زميلها في الجامعة وأشهد بأنها إنسانة محترمة جداً ومثالية للآخر.. لكني سألتها ألم تكوني مخطوبة قالت: كنت أعني بأني محجوزة للجامعة وهي بمثابة خطيبي الغيور الذي يأخذ وقتي كله.. قلت سبحان الله أني فهمت أنك مخطوبة فعلاً ولم أنتبه بأنك تقصدي ارتباطك بالجامعة. الآن يا فضيلة الشيخ أطاوع قلبي وأبعد أخي عنها أم أطاوع عقلي وأقول لم تكن من قسمتي ونصيب دلني يا فضيلة الشيخ الوقت ضيق وموعد زفافهم قرب ما المخرج؟!. قلت: يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم حب لأخيك كما تحب لنفسك.. الواضح أن الذي كان بينك وبينها نزوة عابرة من طرف واحد.. حافظ على موقفك النبيل ودع ذلك شهادة لصالحها تتوجها بها دائماً وتنصفها وتقول لأخيك كل شباك طلبه الجامعة لم تستطع أصيطاد حوريتك ولو بنظره أو أبتسامة فهنيئاً لك خرج من عندي بعدما علمته دعاء سريع الإجابة. ليفوز بحورية مثلها أو أكثر فانطلق فرحاً وقال لي هل هذا ممكن قلت خذ العلم كيقين ولا تأخذه كتجربة توكل على الله سترى ما يفعله الله بك وبعد فترة لست بالطويلة تزوج باحدى قريباتها أن لم تكن أحسن منها لا تقل منها كما أخبرني وقال وجدتها معهم في إحدى الزيارات فسألت عنها وقالت لي زوجة أخي سبحان الله أيضاً هي سألت عنك ولعلمي بها لا أنصحك بأن تتزوج سواها أبداً، لن تجد لها مثل في الدين والأخلاق والطيبة والجمال الكمال لله وحده. دعاني لحضور سمايه بنته حورية فقلت له هامساً هل سميتها على الحورية التي لم تصطادها شباكك أم على الحورية التي فزت بها قال: الاثنين معاً.. والحمدلله على ذلك المخرج.. وإلى اللقاء في مخرج جديد. قال تعالى:(ومن يتق الله يجعل له مخرجا) صدق الله العظيم سورة الطلاق الأية (2)