خلافة البشير وأسباب أخرى تنبيء بوجود خلافات داخل «حوش» المؤتمر الوطني، تدور بين تيارين، تيار يؤيد نيفاشا لقبوا «بأبناء نيفاشا».. وآخر معارض لنيفاشا.. ثم تتسع الهوة الآن بوجود تيار مع الحريات الأربع، وآخر ضدها، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هل يخاطر المؤتمر الوطني بشخصية أخرى غير البشير كمرشح لرئاسة الجمهورية، ويضحي بالبشير الذي أحبه الشعب، ولولاه لما وثق في قيادة الوطني للبلاد، التي ظلت دموعها تسيل بلا انقطاع طوال 22 عاماً. ويتطلع الجميع لمعرفة رأي قطاع الشباب بالمؤتمر الوطني في الجدل، وموقفهم من التطورات الأخيرة، وما يقال عن النزاع بين مؤيدي نيفاشا ومعارضيها داخل الحزب الحاكم. أكد القيادي الشاب بالوطني الدكتور عثمان السيد رئيس المؤتمر الوطني بالخرطوم شمال، أن الخلافات الحزبية التي انتظمت المشهد السياسي كاملاً في ظل استهداف دولة الجنوب استهدافاً مدعوماً باسرائيل، على الأحزاب جميعها أن تلتفت للقضايا الوطنية، وتترك هذه الصراعات مشيداً بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الذي قفز فوق كل التقاطعات السياسية، والمشاكل الحزبية مشاركاً في الحكومة لأجل الوطن والبقاء في خندق واحد مع الوطني، لمواجهة مخطط التمزيق، وقال إن هذا هو المطلوب بالضبط من الأحزاب السياسية الأخرى في هذه المرحلة. وأكد السيد أن خلافة البشير يجب أن تثار حالياً وأن لا تكون قضية، ليتم بها شق الحزب.. مشيراً إلى أن خلافة البشير ومن يخلفه أمر من الصعب تحديده الآن، وحتى المؤتمر العام للمؤتمر الوطني نفسه اعتقد انه سيأتي بالبشير مرة أخرى، ونحن كقيادات شبابية ولصيقة بالشارع السوداني رغم احترامنا لقرار البشير في عدم الترشيح مرة أخرى، إلا أننا سنعمل على أن ينتخب المؤتمر العام البشير مرة أخرى.. مشيراً إلى أن قضية الخلافة عادة ما تثير هذه المشاكل داخل الأحزاب، مستشهداً بالحزب الشيوعي الذي لم يستطع حتى الآن حسم خلافة نقد، ناهيك عن المؤتمر الوطني بقاعدته الجماهيرية الأكبر.. وتنبأ القيادي الشاب بأن الحديث وإثارة قضية خلافة البشير هذه ستحدث شقوقاً داخلية في المؤتمر الوطني، وذلك من خلال وجود تذمر في الصف الثاني- «الشباب»- تجاه الأول، وكذلك في الحركة الإسلامية تجاه الوطني، لذلك فإننا ننادي القيادات بعدم التصريحات والخوض في من يخلف البشير. وطالب عثمان السيد الذين يحملون على نيفاشا بأن يحترموا قرار المؤسسية، وأن يعلموا اأن ما آل إليه الوضع مع جنوب السودان بسبب حسن النوايا مع دولة الجنوب، التي ليست لديها حسن نوايا، وقال نحن كشباب رغم عدم رضانا عن المفاوضات السودانية مع دولة الجنوب في اديس ابابا، إلا أننا نعلم أن هذه القيادات التي تفاوض ترى بعين ثاقبة ما لا نراه نحن الذين ننظر من بعد ويجب أن نضع في اعتبارنا أن هذه الملفات ربما حوت نقطة قد نكون غير ملمين بها، وتراها القيادات المفاوضة بحكم انها الأكثر معلومة، أو تكتيكاً معيناً، لذلك يجب أن يكون النقد داخل مؤسسات الحزب، ونمتنع عن التصريحات خارج الحزب. واعتبر القيادي الذي يمثل فئة الشباب أن الحديث عن تهميش الشباب في المؤتمر الوطني غير صحيح متسائلاً لماذا يجلس هؤلاء الشباب على الرصيف، ويتحدثون عن تهميش، ونفى السيد أن يكون هناك أي دخان صراع وتيارين أحدهما مع نافع، والآخر مع علي عثمان.. قائلاً: إن هذين التيارين لا نحسهما إلا داخل سطور الصحف لدى بعض الكُتَّاب. وقال إن الوطني عليه أن يعلم أن من لا يتجدد يتبدد، وهذا لا يعني أن نلغي الأدوار، ولكن المطلوب فقط هو تجديد الدماء.. مشيراً إلى أن النظرة إلى الشباب يجب أن تتغير وأن لا ينظر لنا كشباب على أننا «صغار» وعلينا أن نبعد عن سياسة «الكنكشة».