تحفظت الخرطوم على الورقة التوافقية التي دفعت بها الوساطة الأفريقية بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي ماثيو أمبيكي بشأن الحدود وفك الارتباط بالفرقتين ال «9» وال «10» بالجيش الشعبي بالشمال. وطلب رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات أديس وزير الدفاع الفريق ركن أول عبد الرحيم محمد حسين من الوساطة الأفريقية مهلة لعرض الورقة على القيادة في الخرطوم لمزيد من الدراسة والتحليل والتدقيق، وأكد الوزير عقب وصوله مطار الخرطوم أمس قادماً من أديس أبابا أن الورقة تحوي قضايا سياسية وأمنية وعسكرية تتطلب المراجعة. مبيناً أنه استأذن أمبيكي في الحضور للخرطوم لعرضها على القيادة السياسية بالخرطوم، نافياً التوقيع على أي ورقة اتفاق مع دولة الجنوب باستثناء ورقة وقف العدائيات والتصعيد الإعلامي والعسكري. وكشف الوزير عن سقف زمني حددته الآلية الأفريقية لتسليم الوفدين لرؤاهما حول مشروع الوساطة لا يتعدى ال «7» أيام، مؤكداً في ذات الوقت استعداد الخرطوم للتوقيع على أي اتفاق يعيش على الأرض شريطة أن يستند على الوضوح والشفافية، مبيناً أن الحرب لن تحل المشكلة وأنه لا بد من الجلوس للتفاوض واصفاً في ذات الوقت اجتماع الجولة الأخيرة بأديس بغير العادي والطارئ. وحصر الوزير نقاط الخلاف مع الجنوب في الحدود، وقال إن وفد الحكومة رأى ضرورة الانتشار على حدود 1/1/1956م إلى حين التوصل لاتفاق حول النقاط الخلافية لافتاً النظر إلى أن وفد الجنوب لم يوضح رؤيته حول الحدود بصورة واضحة وزاد أن وفد الجنوب لم يقدم إقراراً بشأن وجود الحركات المناوئة للسودان داخل أراضيه مثل حركات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وامتدح وزير الدفاع جهود أمبيكي في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وفي ذات السياق نفي العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة مزاعم الجيش الشعبي بإسقاط طائرة عسكرية سودانية بدولة الجنوب، ووصف الحديث بأنه عارٍ من الصحة، كاشفاً عن اعتداء تم من قبل بعض المجموعات العسكرية على مواقعه وأنه تعامل معها بالقصف المدفعي. وأكد الصوارمي أن الحديث عن تلقي الجيش دعماً من إيران غير صحيح ومجرد استهلاك إعلامي، قاطعاً بقدرة القوات المسلحة على مواجهة المتمردين المعتدين اليوم وفي السابق، وأضاف كنا نتصدى للعدوان وحدنا ودون مساعدة من أحد. و في السياق تمسك قادة القوى السياسية بضرورة اعتماد مبدأ الحوار آلية رئيسية لحل الخلافات بشأن القضايا العالقة مع دولة الجنوب ودعم القوات المسلحة لحماية الحدود بجانب الوقوف مع الوفد الحكومي المفاوض في أديس أبابا، وفي الأثناء جدد المؤتمر الوطني دعمه للآلية الأفريقية برئاسة الرئيس الجنوب أفريقي ثامبو أمبيكي كوسيط لإنهاء الأزمة مع الجنوب، وتوقع حدوث اختراق في الملف الأمني في مفاوضات أديس أبابا خلال . وأكد حسبو محمد عبدالرحمن الأمين السياسي للمؤتمر خلال مخاطبته أمس مؤتمر صحفي بقاعة الشهيد الزبير بالخرطوم على أهمية الاستمرار في الحوار مع الجنوب حول القضايا العالقة رغم العقبات التي تعترض طريقه والتي اتهم دوائر غربية وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل بالضلوع فيها بغرض إعاقة السلام والاستقرار في البلاد، مبيناً أن رؤية حزبه ترتكز على حسم الملف الأمني.وأضاف بالنسبة لحركات دارفور وثيقة الدوحة ما زالت أمامهم، وطالب حسبو المجتمع الدولي بعدم التعامل بازدواجية المعايير ودعم السلام في السودان، ومن جهته طالب عبود جابر رئيس هيئة الأحزاب والمنظمات السياسية دولة الجنوب بالتحرك بشكل إيجابي نحو السودان وحل القضايا العالقة من أجل الحفاظ على الاستقرار، وشدد عبود على ضرورة فك واشنطون للحظر الاقتصادي المفروض على البلاد وتغيير نهجها السياسي تجاه الخرطوم.