مجدي في العقد الثالث من عمره، ناجح في كل شيء إلا في السيطرة على عشقه الشديد لكرة القدم وحبه المجنون لها.. ومن ذلك لصق به لقب (الكورة كورة).. يقال في سبب اللقب أن زوجته حين عادت معه من شهر العسل بالقاهرة ذهبت مباشرة من المطار إلى (بيت أبوها) وهي تردد ما دايرهو الكورة كورة ده.. حياتو كلها كورة.. وحكت بين دموعها لأهلها أنهم بمجرد وصولهم إلى الفندق بالقاهرة اختفى هو وزوج رفيقة سفر لها... تعرفا عليهما في الطائرة وتصادقوا وقرروا أن ينزلوا في فندق واحد تمتيناً للعلاقة.. وبمجرد وصولهم الفندق اختفى مجدي وزوج تلك الرفيقة.. مما أثار خوفهما وظلتا تنتظران ويداهما على قلبيهما مخافة حدوث أي مكروه لهما.. فلم يعودا إلا بعد ثلاث ساعات وجدا الفندق مقلوباً عليهما.. وقالا ببساطة إنهما ذهبا لحضور مباراة بين الأهلي والزمالك.. ولم يكن من الحكمة أن يفوتاها.. وعرفا أنهما لو أخبراهما بذلك فلن تسمحان لهما بالذهاب. وهي لا تدري كيف استطاع زوجها أن يقنع زوج الأخرى بالذهاب معه.. لكن زوجته أصرت على الافتراق.. وساقت زوجها إلى الإقامة في فندق آخر قاطعة كل علاقة بهما.. وهي تلعن اليوم الذي عرفها بها وبزوجها (الجنو كورة ده). مجدي يحب الكرة.. يحب مشاهدتها.. يحب التحضير لها.. لم يفلح في الاستمرار في لعبها لأسباب موضوعية.. لكنه عوّض عن ذلك بعضويته في نادي الحي.. ونادي المحافظة.. وطبعاً نادي (الهلال).. عشقه العظيم.. فهو عضو في كل ما يخص الهلال تشجيعاً وإدارة وحتى الكتابة في الصحف الرياضية. يخرج في الصباح إلى العمل ولا يعود إلا (أنصاص الليالي).. وتعالوا نستمع إلى أقوال وحكايا زوجته (إحسان حسن حسان): يمرق من المكتب طوالي يحضر مباريات العصر بتاعت الدرجة الثانية ولّا الثالثة ما بعرفا.. المهم يمشي دار الرياضة في أم درمان.. يا إستاد التحرير في بحري.. مرات في إستاد الخرطوم.. أها كان مافي كورة في ديل كلهن.. يباري كور الروابط ويذهب إلى النادي يومياً.. وأريتو كان نادي واحد.. ديل ثلاثة أندية.. ما يجي إلا زول نوم.. وهو أريتو كان نوم (الله والرسول).. بري.. بري.. نومو كلو هضربة.. شوت يا حيوان.. غطي يا زفت.. أمرقها يا ما بتفهم.. وهكذا. تعبت معاه شديد.. اشتكيت لي أبوي قال لي: ما تحمدي الله إنو ما بسهر يشرب السم الهاري ولا بيلعب القمار والعياذ بالله.. الكورة دي مرضة خفيفة بعدين لما تجيبوا أطفال حاينشغل بيهم وينسى حكاية الكورة دي نهائي. وتواصل إحسان حكايتها: وجبنا الأولاد.. لكن حكمة الله علمن حب الكورة.. حتى بزة الولد البكر جابا في شكل كورة.. والأولاد... الكبير اسمو (ماردونا).. والمتوسط اسمو (وليد طاشين.. والصغيرة دي سماها (هيثومة) لأنو لو جات ولد كان داير يسميهو (هيثم مصطفى) على هيثم مصطفى.. لما جات بت سماها (هيثومة).. قالوا ليهو: هيثم اسم ما بتأنث.. قال: خلاص أنا فرعت ليكم التسمية. حيط البيت ملاها بي صور اللاعبين.. تقول استديو.. وما شفتو في سماية الولد الكبير (ماردونا) السماية كانت حكاية عجيبة.. تقول كورة هلال مريخ.. ضبحنا تورين وستة خرفان وبرضو ما كفت. أصريت مرة وطالبت بالطلاق لكن الأجاويد اتدخلوا ووافق إنو يقلل من هوسو الكروي.. لكن التغيير الوحيد الحصل إنو أصبح يتناول وجبة الغداء في المنزل وهي ساعة واحدة فقط يقضيها في المنزل موزعة بين الغداء وشراب الشاي والاستحمام ثم الخروج إلى ميادين الكرة والأندية المختلفة.. فقررت أن احتمل وأكون مرنة شوية معاه وأعتاد على حبه. ويحكي والد زوجة (مجدي).. الحاج حسن حسان قائلاً: في الحقيقة لاحظت إنو مجدي زوج بتي ده بحب الكورة جداً.. حاولت أكون قريب منو قلت ليه: أنا داير أعيش معاك حب الكورة.. وفعلاً بقيت طالع ونازل معاهو.. من كورة لي كورة.. ومن حسن الحظ إني أنا ذاتي هلالابي زيو.. لغاية ما انتبهت لي نفسي مرة خشيت معاهو كورة ولقيت نفسي زي الشافع بنطط وأكورك وأقول ألفاظ ما اتعودت أقولها.. ولما جا (قوون) حرقت عمتي.. لما رجعت البيت حسيت بي إني عملت عمايل.. في اليوم داك خليتو في حالو وبقيت في حالي.. وقلت بنتي ده قدرا وقسمتا ونصيبا إنها تعيش كورة في كورة!. أما الحاجة أمونة والدة مجدي.. فتحكي قائلة: والله ولدي مجدي ده من ما قام بحب الكورة.. كان بلعب مع أولاد الحلة.. مرة ضربوه في الكورة.. كراعو اتكسرت حلفت عليهو تاني ما يلعب (القشورة) دي.. أها بطّل لعب الكورة بقى يتفرج فوقا ويشجعا.. والله مجدي عديل ومستقيم وما عندو أي عوجة غير جنو بالكورة دي. شيخ طاهر والد مجدي يواصل الحكي قائلاً: صحيح زوجتو شكت منو.. وأنحنا بنحاول نصبرا ونطمنا.. لكن في اعتقادي إنو المشكلة اتحلت براها.. يوم جيت أزورهم في البيت أشوف البت المسكينة عاملة شنو مع مجنون الكورة دا!.. لقيتو ما في.. لكين لقيت مرتو قاعدة تتفرج في الكورة في التلفزيون مندمجة جداً تصفق وتشجع وتكورك.. رائع يا (رونالدينو)..(ايتو) يا عسل.. والله (كاكا) دا ما هين.. وتكورك وتصفق مندمجة اندماج شديد.. براحة رجعت ومرقت.. وقلت: كان كدي البت اتأقلمت مع الوضع والمشاكل اتحلت!