كيف سندخل حرباً هذي المرة ما دامت امتنا الحرة تنجب عشرة أبطال كي تقتل منهم عشرة يقولون إن الإنسان يقضي سنواته الأولى في تعلم «النطق»، بينما تجعله بعض الأنظمة الشمولية العربية يمضي بقية حياته في تعلم فضيلة الصمت، وفضيلة الصمت أحيانا أيها السادة أبلغ من رذيلة التعبير، التي قد يكون ثمنها في أغلب الأحيان رصاصة الرحمة أو مسماراً في نعش الحرية والكرامة، وأحلام عجاف يبطنها الخوف لما هو آتٍ. السوريون مازالوا يمضغون طعم الصبر.. الملح بالعجز.. والذين حضروا القمة العربية ببغداد- وعلى قلتهم- لم يخيبوا أهل سوريا، ونجحوا الى حد ما في إعطاء السوريين بصيص أمل، رغم أنه قد يبدو بعيد المنال، إلا أن هذه القمة العربية لم تكن كأي قمة اخرى عادية أو استثنائية، فقط للشجب والإدانة والاستنكار، إذ خيمت على اسمها أجواء الربيع العربي.. ربيع الشعوب التي ملت الخوف، فهتفت حناجر المغلوب على أمرهم، مطالبين برحيل الأنظمة محل الجدل البيزنطي أعلاه.. وإن كان كثير من المراقبين الدوليين يعولون كثيراً على مقترح كوفي انان، والذي قد ينجح في الخروج بالسوريين من أزمتهم التي طال أمدها، وهذا الخروج يشبه كثيراً الخروج من عنق الزجاجة، مع تخوف الكثيرين من مماطلة نظام بشار في تنفيذ هذا المقترح.. الذي قد يرمي طرفي الصراع في سوريا والشبيحة والشعب الأعزل.. شعب انهكته الصراعات والمآسي واحتضار الأمنيات، وسلاحه الإيمان وبضع كلمات تطالب الأسد بالرحيل، وهذا الرحيل يبدو أمراً باهظ الثمن، وعلى رأي شهيد الإسلام سيد قطب أن كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا في سبيلها، وبثت فيها الروح وكتبت لها الحياة، وجميعنا يعلم أن ما يسمى بالربيع العربي قد بدا بكلمة «ارحل» فهل يرحل بشار الأسد ولا يكبدنا هذا العناء وهؤلاء الشهداء؟ أما آن لبشارأن يلملم ثوب عهده الذي يكشف عن الكثير من العورات والأطماع الشخصية وحب الأنا.. مجرد تساؤلات ليست للإجابة.