والرئيس المشير عمر البشير يوافق مساء السبت الماضي على طلب (الوسيط) الأفريقي ثامبو إمبيكي لعقد لقاء قمة مع (سلفاكير ميارديت) لحل القضايا الخلافية بين البلدين وبحث التصعيد المستمر من قبل دولة الجنوب.. ولم يضع البشير أي شروط سوى (الإعداد الجيد) لإنجاح القمة حتى لا تكون كسابقاتها من (القمم) الفاشلة.. لكن سلفاكير الذي وافق هو الآخر ل(إمبيكي) على عقد القمة.. كان يرتب لقمة أخرى ليس من أجندتها التوصل لسلام مع السودان.. وإنما السيطرة على آبار النفط في منطقة هجليج الحدودية.. نعم أعد سلفاكير لهذه القمة جيداً وحشد لها نحو عشرة آلاف جندي هاجموا المنطقة أمس الأول مزودين بأسلحة رشاشة متطورة ودبابات ومدافع لم تتوفر للحركة الشعبية خلال فترة حربها ضد الحكومة التي استمرت من 1983 وحتى توقيع اتفاق السلام فى 2005.. بل إن شهود عيان أكدوا أن دولة الجنوب استخدمت في الهجوم أسلحة تبعث بغازات سامة (مخدرة).. وأن البعض أصيب بحروق.. وأن الغزاة دمروا أجهزة آبار النفط.. مما يستوجب على الحكومة التحقق من ذلك. دولة الجنوب تمضي الآن في طريق (الحرب).. حرب اقتصادية بتخطيط خبراء أجانب.. واختارت بأن تكون (هجليج) مسرحاً لها.. حتى تضع السودان في (مأزق).. وتستنزف موارده النفطية.. فدولة الجنوب تدرك جيداً أن الخرطوم ستسترد (هجليج) بالقوة.. وهذا سيجعل السودان يحرق آبار نفطه ب(يده) لا بيد دولة الجنوب.. وبهذا تكون جوبا بريئة من الحريق (حسب تخطيطها).. ولذا يجب اتخاذ القرار عسكرياً وليس سياسياً دون النظر إلى مسرح الأحداث.. لأن السيادة تعني حماية الأرض وبسط الأمن فيها.. ويخطيء من يظن أن إمبيكي يسعى لحل الخلاف بين دولتين.. فكل جولة مفاوضات أشرف عليها في أديس أبابا.. أو قمة رئاسية نظمها.. أو زيارة للسودان.. أعقبها تصعيد إعلامي وعسكري.. يجب الحسم ميدانياً أولاً.. ثم (حسم) الوسطاء.