أحجمت بلفاست لسنوات عن الإعتراف بعلاقاتها بالسفينة تيتانيك المنكوبة التي غرقت عندما إصطدمت بجبل جليدي، ولكنها قررت تبني دورها بوصفها محل ميلاد السفينة الاكثر شهرة في العالم. وإستثمرت أكثر من سبعة مليارات جنيه استرليني (11.5 مليار دولار) في بناء مكاتب وفنادق ومجمعات علمية في أجزاء من موقع بناء السفن القديم المعروف الآن بإسم حي تيتانيك، كما ستقوم فى العام المقبل بإفتتاح مركز تفاعل يستند الى قصة السفينة للزائرين بتكلفة 97 مليون دولار. ويأمل مسؤولون في قطاع السياحية أن يجذب الإهتمام بتيتانيك في جميع أنحاء العالم الاف الزوار الى المدينة مما يدر ملايين الجنيهات على الإقتصاد. كما تم إفتتاح معرض ضخم عن السفينة على ضفاف بحيرة لوخ في بلفاست. وقبل شهرين وقف أحفاد بعض ضحايا السفينة تيتانيك دقيقة صمت في المكان الذي دشنت فيه السفينة وسط ضجة هائلة قبل قرن من الزمان. وإنطلقت الأضواء وهلل الحشود للاحتفال بالذكرى السنوية لعملية التدشين المصيرية التى جرت يوم 31 من مايو أيار عام 1911 لما كان يعرف انذاك بأكبر باخرة ركاب على الاطلاق. وبعد تدشينها في بلفاست غادرت تيتانيك الى ساوثامبتون لتبدأ رحلتها الاولى والمصيرية الى نيويورك. ومسألة الغرابة في حادث غرق هذه السفينة العملاقة ليس فقط لكونها لحادث أسفر عن غرق أضخم سفينة ركاب آنذاك، وغرق معظم ركابها، ولكن الغرابة في إيجاد تفسير منطقي لحدوث ذلك الحادث، إذ كان يعتقد فيما مضى أن أسباب الحادث هو إرتطام السفينة بأحد الجبال الجليدية، مما أحدث صوتاً مدوياً أدى إلى إنشطار السفينة وغرقها بعد مدة قصيرة، بينما تبين حديثاً، وبعد تحديد موقع غرق التيتانيك بإستخدام معدات حديثة وتقنيات الأقمار الصناعية، من أن أقرب جبل من الجبال الجليدية يبعد قرابة ثمانية أميال بحرية، (الميل البحري يساوي85ر1 كيلومترا تقريبا)، بمعنى آخر أن سبب الغرق صار لغزا ًعلمياً. وإكتشف العلماء نوعاً لم يسبق لهم أن شاهدوه من البكتيريا في أنقاض السفينة. وعثر العلماء على هذه البكتيريا في الكتل الجليدية المدلاة والتي تتشكل فوق الحديد الصدأ مما تبقى من السفينة الغارقة. وتعيش أنواع متعددة من البكتيريا والطيفيليات في الأماكن الهشة من السفينة الغارقة وتقتات من المعادن الصدئة. وقامت مركبة بحرية مزودة بإنسان آلي قادرة على الغطس في أعماق المحيط بإلتقاط عينات من الكتل الجليدية المدلاة عام 1991. وتمكن باحثون من جامعة دالهاوسي ومركز العلوم في أونتاريو بكندا وجامعة إشبيلية في إسبانيا عزل عينات من البكتيريا المذكورة من الكتل الجليدية المدلاة. وعمد الباحثون إلى تصنيف الحمض النووي للمكروبات قبل أن يكتشفوا أنها تشكل نوعاً جديداً من البكتيريا التي تعيش في الأماكن المالحة. وتحظى هذه البكتيريا بأهمية خاصة لأنها قد تسلط الضوء على الآلية التي تساعد في تشكل الكتل الجليدية المدلاة. ويشير الباحثون إلى أن هذا الإكتشاف الجديد قد يساعد في حماية أنابيب النفط والغاز الممدة في عرض البحار والمحيطات. ومن جانب آخر منحت قاضية أمريكية شركة للمعارض في الولاياتالمتحدة مبلغ 110 مليون دولار وذلك لانتشالها محتويات السفينة تيتانيك. وقررت بأن شركة آر أم أس تيتانيك التي قامت بعرض هذه المصنوعات اليدوية في متاحف حول العالم، تستحق الحصول على القيمة السوقية للمصوغات. وكانت الشركة قد سيرت سبع رحلات إستكشافية لموقع حطام السفينة في عمق 4 كيلو متر تحت سطح المحيط الأطلسي ونجحت في إستخراج 5,500 مصنوعة يديوية. وستقرر المحكمة ما إذا كانت ستمنح الشركة حق ملكية المصوغات أو أن تقوم المحكمة ببيع هذه المصنوعات وتعطي قيمتها للشركة.