عادت الحرب مرة أخرى لولاية جنوب كردفان هذه المرة عن طريق بوابة النفط وحقول منطقة هجليج، ورغم تقدم جيش الحركة الشعبية واعتدائه على المنطقة للمرة الثانية، غير أن الأحداث الآن تفيد بتغير الأوضاع على الأرض بتقدم قوات الشعب المسلحة ودحر الحركة الشعبية إلى خارج حدود هجليج. وسط كل هذه الأحداث قفزت قبيلة المسيرية مرة أخرى للمشهد السياسي وعلى مسرح الأحداث، وهي من قاتلت التمرد على طول خطوط الولاية الحدودية وقدمت الشهداء في الدفاع الشعبي وعبر قيادتها وصدها لكثير من العدوان في مختلف تراب الوطن في كردفان. وربما قدرها هو الذي جعل هذه القبيلة المحاربة في وجه الأحداث والمعارك الطويلة والمستمرة مع قبائل الجنوب عبر الحقب التاريخية الطويلة ما بين القبيلة «المسيرية» وبعض القبائل الجنوبية من دينكا ونوير على امتداد الحياة الطبيعية- الصراع على المرعى والماء.. يرى المراقبون والسياسيون أن تطورات هذا الصراع بدأت تزداد زخماً بتمرد الجنوب في أنانيا (1) وأنانيا (2) وزاد ذلك في تمرد 1983م حيث احتدمت المعارك، وبدأ الصراع يتخذ شكل الجيوش المسلحة والآليات العسكرية الضخمة بدلاً عن الأسلحة البيضاء القديمة.. ورغم وجود القوات المسلحة ظلت القبيلة راسخة في أرضها تقاوم وتقاتل وتدافع. ووسط كل هذه الأحداث والتضحيات وظهور البترول واتهام بعض شباب المسيرية للحكومة بالتقصير في التنمية واستيعاب الخريجين في المشارع والعمل في شركات النفط برزت المشاكل في الولاية من انشقاقات وحركات نيابية ومنابر تدعو برجوع الولاية التي ذُوبت إثر اتفاقية السلام.. ولكن بعض الأصوات جهرت بدمغ قبيلة المسيرية بالحرب بالوكالة عن الحكومة ضد جنوب السودان، مما أثار الكثير من الغضب لدى أبناء القبيلة في ظل التماسك الوطني والجهاد، و قدموا في سبيل حماية الأرض الكثير!! الخير الفهيم المكي رئيس الآلية المشتركة لإدارة وأمن أبيي تحدث ل(آخرلحظة) عن هذا الاتهام وقال: إن الذين يقولون بهذا الحديث لا يعرفون قبيلة المسيرية، وإن القبيلة لا تحارب بالوكالة، لأنها في الأصل سودانية وهذه أراضيهم ومرعاهم لذلك من يقولون هذا الحديث يريدون الفتنة وقبيلة المسيرية لن تمنحهم هذه الفرصة، فالأرض التي يدافعون عنها هي أرض السودان في الأول، وكذلك دفاعاً عن عرضهم وأموالهم ولهم الحق الكامل في ذلك، ويجب أن يتحدوا حتى لا يضيعوا. ويرى بعض المراقبين أنه بالفعل هناك مشكلة بالمنطقة الغربية تتعلق بالصراع الدائر وتقاطعات المصالح التي يمكن للبعض أن يستفيد منها في تمرير أجندة سياسية في ظل حالة الاحتقان لبعض شباب المنطقة المطالبين للحكومة برد الاعتبار لهم خاصة وأنهم قاتلوا في قوات الدفاع الشعبي، وجزء آخر يرى أن هناك حقاً في نسبة البترول وقسمة السلطة ووسط كل هذا يعملون على الدفاع عن أرض الوطن، فعلى قيادات المنطقة العمل على الوحدة، وعلى الحكومة رؤية ما يحدث بعين السلطان على رعيته.. حتى تتماسك تلك الجبهة من الوطن!!