ü قررت المحكمة مصادرة «الصقر المحنط» وإبادته كمعروضات.. صقر الجو الذي كان يحلق عالياً في السماء وهو ممتلئ زهواً وعلواً يرتفع ثم ينخفض ليخطف فريسته ثم يطير عالياً يعانق النجوم!! ü الآن تصادره المحكمة محنطاً.. وليس الصقر وحده فهناك «جلد نمر» وجلد «ورل» ما الذي جمع بين «النمر» و«الورل» و«الصقر».. قالت مي علي آدم وهي تضحك هناك يا أستاذ ما خفي أعظم! ü محكمة الخرطوم شرق أوقعت عقوبة الغرامة على امرأة تمارس الدجل والشعوذة بحجة العلاج!! اللجوء للحيوانات في العلاج أضحى أمراً شائعاً وأكثر من ظاهرة.. إنه البديل المناسب للعلاج بعد أن تعذر الحصول على الشفاء بواسطة الطبيب والمستشفى والصيدلية. ü مثل هذه القضايا راجت في المحاكم.. كثرت حالات استخدام الحيوانات الميتة والجلود.. يلجأ إليها البسطاء من الناس للعلاج والبعض لتلمس الطريق وإزالة ما يسمى «بالعارض». ü «مي» قالت إن هناك نجوماً من المجتمع يترددون على مثل هذه العيادات وطبقات متعلمة ومستنيرة.. ثم ضحكت مسترسلة أغلب هؤلاء الزبائن بنات فاتهن قطار الزواج!! ü قبل فترة صادرت إحدى المحاكم أيضاً دجاجة سوداء وقيل إنها تستخدم كعقار طبي لفك «بورة البنات».. وهناك قصص السحالي و«الضبابة» -بضم الضاد- و«العتان»- بكسر العين- السوداء منها والبيضاء!! العلاج بالحيوانات كأسلوب علمي موجود ولكن ليس بهذه الطريقة السودانية وبهذا الدجل.. فهناك أبحاث علمية تؤكد أن الحيوانات الأليفة تحقق لبعض الناس قدراً من الصحة البدنية والعقلية والنفسية كما تساعد في علاج داء السكري.. فرعاية الحيوان تمنح البشر الإحساس بالانتصار والشعور بالمسؤولية، كما أنها تنظم عملية جريان وضغط الدم. وبعض الأبحاث تقول إن نمو الطفل في الريف أفضل من نمو رفيقه في المدن الناعمة.. فهناك التفاعل مع الحيوانات يعطي العقل إحساساً بالقدرة على تحمل المسؤولية والنشاط. ü إذن المسألة بهذا الفهم مختلفة.. فهنا التعامل يتم مع حيوان «حي» و«متفاعل» و«حقتنا» فيها حيوان «ميت» و«محنط». ومع ذلك هل نستطيع أن نعذر من يذهب لتلك المناطق المظلمة.. نعم لهم العذر حتى يرضوا.. فانسداد الأفق أمام الصحة السليمة يجعل الناس يذهبون بعيداً.. أنا شخصياً لا أمانع أن أتعاطى مثل هذا الدواء، ولكنني أفضل تناوله في شكل أكلة لذيذة مثل «كفتة ضب» أو «شرموط فار» أو «سليقة سحلية»!!