التحية والتجلة والإحترام لكل جنودنا البواسل في جيشنا القومي، الذين دافعوا ويدافعون عن الأرض والعرض بكل شجاعة، محققين لنا انتصارات داوية لا ولن تحجبها كبوات عارضة في معارك ضارية في حروب جارية، لن تضع أوزارها إلا بعد انتصارات حاسمة قريبة تؤكد التفوق التام لجنودنا الأشاوس وتعيد التوازن المنطقي.. جنودنا الأعزاء نحن نحترمكم ولا نشفق عليكم، نحبكم ولن نبخل عليكم بكل دعم مادي ومعنوي، وأنتم ترخصون أرواحكم في الحفاظ على السودان العظيم بكم وبأهله.. التحية مرة أخرى لكم وأنتم تشترون المجد بأغلى ثمن. هذه المقدمة ستكون إن شاء الله ثابتة في كل مقالاتي إجلالاً لكم جنودنا العظماء حتى يستقر السودان آمناً من بعد الله بكم. نحن الآن وصلنا تماماً (الميس) والميس هو خط نهاية أي سباق، وهو هنا يمثل حافة الهاوية، والهاوية الآن هي الحرب الشاملة مع الجنوب.. الخيارات المتاحة في أي حافة هاوية ثلاثة لا رابع لها. الخيار الأول محاولة الوقوف على حافة الهاوية لأطول فترة ممكنة، في امتحان عسير لدرجة التحمل، أملاً في تراجع الطرف الآخر عن حافة الهاوية، هذا الوقوف يتطلب درجة عالية من المهارة لا يحظى بها إلا لاعب الاكروبات أو السيرك بمخزون مقدر وكبير من اللياقة البدنية والذهنية والمرونة العضلية.. الخيار الثاني هو التراجع عن حافة الهاوية، وهذا يتطلب قدراً كبيراً من الحكمة والدراية وتقدير الموقف بكل أبعاده الداخلية والخارجية، إعمالاً لنظريات الإنحناء للعاصفة، عدم إطالة المعاناة، وأخيراً لا تدفع حظك بل دعه ينساب.. الخيار الثالث الوقوع في الهاوية عمداً أو بفقدان التوازن أو بالدفع من الخلف بقوة خارج الإرادة عمداً، باتخاذ القرار المحفوف بمخاطر كارثية غير مأمون العواقب، كما حدث للقذافي في ثورة ليبيا، أو بفقدان التوازن بعدم القدرة على التحمل الطويل بسبب نقص المهارة واللياقة البدنية والذهنية، الدفع من الخلف بقوى خارجية كما حدث للزعيم الراحل صدام حسين. من مما تقدم فإن الخيار الأول هو خيار التلاعب بالزمن على أمل حل المسائل بالتقادم أو انهيار الطرف الآخر، خيار غير مأمون العواقب، وينبني على افتراضات ليس لنا فيها القدرة على التحكم، ومعظمها في صالح الطرف الآخر المعتمد تماماً على كل القدرات والخبرات الخارجية من العالم الأول المعادي لنا..أمريكا، فرنسا، انجلترا، وإسرائيل.. الخيار الثالث خطورته لا تحتاج إلى توقف أو دراسة، وهو خيار مجرب كما أسلفنا في ليبيا والعراق، ومن جرب المجرب حاطت به الندامة كما يقول المثل. يبقى الخيار الوسط وخير الأمور الوسط، وهو الخيار الثاني بالتراجع عن حافة الهاوية، وليس في ذلك عيب أو انتقاص من كرامتنا وعزتنا لأننا ندعو إلى التراجع هذا بالعودة والالتزام بعهود ومواثيق وقعناها بأيدينا، وشهد عليها الاتحاد الأفريقي واعتمدتها الأممالمتحدة، وقعناها دون ضغوط أو مؤثرات خارجية، بواسطة ممثلين لنا في قمة السلطة التنفيذية والسياسية، أعني بذلك وأكرر حتى بح صوتي أكرر في غير ملل لأننا مطالبون باسداء النصح- على أقل تقدير- حفاظاً على بلدنا وأرواحنا، ونحن الآن نصل حافة الهاوية أكرر أن الاتفاقيتين اللتين وقعهما كل من أستاذ إدريس ود. نافع باديس أبابا مع الأستاذ باقان في يومي 20/6/2011م و28/6/2011م على التوالي، هما المخرج المشرف الوحيد لإنفاذ السودان من الوقوع في الهاوية، التي نحن الآن في حافتها، أقول مشرف لأننا نكون قد عدنا إلى الحق والالتزام بالمواثيق التي رضينا بها دون إملاء أوضغط، هل هناك من يشكك في وطنية إدريس محمد عبد القادر وانتمائه الأصيل إلى الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني منذ تولي الإنقاذ السلطة في يونيو 89، هل هناك من يقول إن د. نافع من الحمائم في المؤتمر الوطني، وأنه تقاعس في أي لحظة من اللحظات عن الدفاع المستميت عن المؤتمر الوطني بكل الوسائط، حتى أضحى العدو الأول غير المحبوب لكل المعارضين في داخل السودان وخارجه، وهل تعرض شخص في الإنقاذ مثلما تعرض له د. نافع داخل وخارج السودان من هجوم واعتداء وشتائم، هل كان د. نافع غافلاً أو غشيماً ليِّن الجانب عندما وقع مع باقان في 28/6/2011م الاتفاق الإطاري والذي لو تم تنفيذه لما اندلعت الحروب في جنوب كردفان مباشرة بعد إجهاض الاتفاق الإطاري في 1/7/2011م ولاحقاً في النيل الأزرق. د. نافع عندما وقع ذلك الاتفاق الإطاري قام بتقدير موقف سليم بكل فكره الثاقب، وبكل خلفيته الإسلامية الملتزمة لأكثر من خمسين عاماً وبكل شخصية النوبة الشجاعة، ومصادماته المشهودة منذ تولي الإنقاذ السلطة حتى اكتسب عداءً لم ينله أحد في الإنقاذ. الرجوع للاتفاقيتين هو عين العقل ولا يمس أي بند من بنودهما السودان وسيادته وأراضيه ولا ينتقص عن قوتنا وعزتنا، إذ إننا ومازلنا سوف نظل أصحاب اليد العليا، نحن نمتلك كل مقومات الدولة الحديثة، نملك البنية التحتية الثابتة، نملك الثروات الزراعية والحيوانية، نملك المشاريع الصناعية الضخمة، نملك وسائل الاتصال والوصال الحديثة، نملك الخبرة والعلم والعلماء في كل المجالات، وهم منتشرون في بقاع الدنيا، وكانوا ومازالوا عماد النهضة في كل الدول البترولية العربية الخليجية. ونملك الأمن والاستقرار في أكثر من ثمانين في المائة من أراضي السودان، ومائه في المائه في كل مدن السودان الكبيرة.. وأخيراً نملك فوة عسكرية كاملة العدة والعتاد والرجال، مقارنة بالعديد من الدول حولنا، ولكنها مهما تعاظمت هذه القوة العسكرية فهي لا تقارن بقوى العالم الأول في هذه الدول الثلاث التي كانت تفوقنا كثيراً في القوى العسكرية. الاتفاقية الأولى الموقعة في 20/6/2011م عن ترتيبات أبيي، وفيها الالتزام بقرارات المحكمة الدائمة للتحكيم، والتي رسمت حدود أبيي الخاضعة لكل ترتيبات بروتكول أبيي في الفصل الرابع من اتفاقية السلام الشامل، وذلك في قرارها غير قابل للنقض يوم 22/7/2009م وفي القرار منحت منطقة هجليج للشمال، وبذلك فإن ما يصرح به بعض الجنوبيين بأن هجليج جنوبية هو ضرب من ضروب المناورة السياسية، وهم يعلمون أن قرار المحكمة ملزم ونهائي، ونزيدهم علماً أن أهلنا في المسيرية غير راضين بالحدود التي حكمت بها المحكمة لمنطقة أبيي، هذه الاتفاقية تمنح في مادتها الثانية في المقدمة فرصة تعديل الحدود تلك، إذا ما اتفق الطرفان على ذلك، وفي ذلك مرونة ومكسب كبير لارضاء أهلنا المسيرية إذا تم التعايش السلمي الودي بين الدولتين في الشمال والجنوب. الاتفاقية الثانية والتي وقعها د. نافع مع أستاذ باقان في 28/6/2011م فيها كل تأكيد على أن يكون لجمهورية السودان جيش قومي واحد، ومواطنو شمال السودان في الجيش الشعبي من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، يتم دمجهم في القوات المسلحة السودانية والقوات الأمنية النظامية الأخرى، والخدمة المدنية في فترة زمنية معقولة، وفيه أيضاً اتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب كردفان يوم الخميس 30/6/2011م بصورة فورية.. النقطة التي أثارت الجدل وعصفت بالاتفاقية بواسطة قلة متشددة في المؤتمر الوطني هي السماح للحركة الشعبية بتكوين حزب في الشمال، وفق إجراءات تسجيل الأحزاب بكل ضوابطها والمعمول بها في السودان، وهي في تقديري رفض غير عقلاني وعاطفي متأثراً بمرارات الماضي والكراهية، إذ إن عبارة- وفق إجراءات تسجيل الأحزاب في السودان- تزيل كل تخوف، إذ قانون تسجيل الأحزاب لا يسمح بوجود أي شكل عسكري أو مليشيات لأي حزب.. وثانياً وجود أحزاب كامتداد لأحزاب في دول أخرى ليس بدعة، إذ ومنذ الاستقلال تعايش السودانيون مع الحزب الشيوعي السوداني، وكان امتداداً للحركة الشيوعية العالمية، ومركزها الاتحاد السوفيتي السابق، أحزاب البعث بشقيه السوري والعراقي، القوميين العرب والناصريين في مصر، واللجان الثورية في ليبيا وكلها موجودة حتى الآن، ولم تشكل تهديداً للأنظمة السابقة أكثر مما كانت تثيره الأحزاب التقليدية الأصيلة مثل الاتحادي الديمقراطي والأمة. ختاماً أكرر.. يجب أن ننتبه إلى أن هناك قوى كبيرة مؤثرة تدفع بكل قوة إلى التصعيد، ودفعنا من حافة الهاوية التي قطبها نحن الآن إلى قاع الهاوية، وهي تملك كل الوسائل المادية والمعنوية لذلك، وأن نعمل العقل ونقرأ التاريخ ونستفيد من التجارب القريبة، ونحن لسنا أقوى من نظام صدام، أو نظام القذافي، نتذكر دوماً الآن نحن مازلنا الأقوياء، وأصحاب اليد العليا مع دولة جنوب السودان الوليدة، ولن يجدوا خيراً منا، ولكن لكل أول آخر، وللصبر حدود، نتعامل مع القوى الخارجية الخفية بذكاء شاعرنا الرقيق صلاح حاج سعيد حين قال (ومشيت معاك كل الخطاوي الممكنة وبقدر عليها وبعرفها). وضع 3 محاذير لكل الخطاوي (الممكنة، بقدر عليها، وبعرفها). üمهندس مستشار