حقيقة وضع الفنان محمود عبد العزيز وبعض رفاقه من الفنانين الشباب وزارة الثقافة الاتحادية، واتحاد المهن الموسيقية، في موقف صعيب وعصيب لا تحسدان عليه، ولا يسر عدواً ولا صديقاً، ووضعهما محرج للغاية، وكست وجهيهما وتلونت بالوان الخجل والفشل الذريع في المساهمة الفاعلة، والمشاركة في الدفاع عن الوطن وحفظ كرامته، والذود عن حماه، ووقفتا تتفرجان وكأنهما تديران ملفات الثقافة والغناء في إحدى الدول المجاورة، أو ربما لا تعلمان شيئاً عن دور الثقافة والغناء في مثل هذه الظروف العصيبة باستنهاض همم الجماهير، ورفع روح الجهاد للدفاع عن الوطن وأراضيه، ووقفتا تتفرجان، وكأن الأمر لا يعنيهما في شيء- سبحان الله- وبالمقابل تفاعل الفنان محمود عبد العزيز وبعض رفاقه من الفنانين الشباب، وكانت ردة فعلهم سريعة للغاية، وارتدوا الكاكي المبرقع منحازين لقضايا الوطن المصيرية، ومستعدين للدفاع عنه، وحماية أراضيه، ومحمود يهتف بالقرب من السيد رئيس الجمهورية، ويخاطب الحشود التي اكتظت بها القاعة الكبرى بالمؤتمر الوطني بالخرطوم، ويعلن ذهابه للجهاد في هجليج لدحر الخونة والمتمردين، بالإضافة لاستعداده ومن معه باستنفار همم الشعب بالغناء الوطني، وفعلاً فعلها محمود ورفاقه، عندما رددوا عدداً من الأغنيات الوطنية، فأثاروا حماس كتائب المجاهدين التي احتشدت بالقاعة، في ملحمة مليئة بالكبرياء والعزة للذود عن حياض الوطن، وتجاوب معهم رئيس الجمهورية في ذلك، حتى ظهرت علامات الإعجاب في وجهه بموقفهم المشرف هذا، وساندهم في المسرح.. والله والله برافو عليك يا محمود، عمل مشرف، وأدخلت به البقية في حتة ضيقة شديد، نعم انكم جيل الغد المشرق والمشرف. وكما قلت سابقاً في حديثك يا محمود «السواي ما حداث والعايز دواس بندوسو».. ولكن يظل هنا السؤال المحير لماذا غاب دور وزارة الثقافة الاتحادية واتحاد المهن الموسيقية بهذه الصورة المخجلة والمؤسفة، وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء، ولم يفتح الله على قياداتها ولو حتى إصدار بيان إدانة وشجب واستنكار لاعتداء الحركة الشعبية على منطقة هجليج..!!؟.. رغم أن كل الوزارات والمؤسسات تحركت في هذا الأمر الجلل حتى المعارضة أدانت هذا الإعتداء وأعلنت الجاهزية لنصرة قواتنا المسلحة الباسلة، ولكن اتضح لنا جلياً ضعف الحس الوطني في وزارة الثقافة، وغاب بذلك دور الثقافة في خدمة قضايا الوطن، رغم أن السيد الوزير السموأل خلف الله منذ أن تقلد منصبه رفع شعار «الثقافة تقود الحياة»..!!!.. واذيعك سراً بأن محمود عبد العزيز ورفاقه هم من يقودون الحياة الآن، لأن قيادتهم لها الآن هي القيادة الحقيقية والفاعلة، التي تلامس آلام واوجاع الشعب بالذود عن مكتسبات الوطن وحماية أراضيه، ورفع روح الجهاد والاستنفار وسط أبناء البلاد.. فالى متى تعاني الوزارة من ضعف ردة الفعل والتفاعل مع القضايا المهمة، وتخرج من نفق ردة الفعل البطيئة الذي تقبع وتتقوقع فيه.. فهل هذا الأمر يحتاج لكل هذا التردي، وأخذ دور الفرجة..؟..؟.. أم أنه يحتاج من وجهة نظركم لاجتماعات حتى تقفوا هذا الموقف المشرف، لكم ولكل أهل الثقافة..؟.. أم أنك تنتظر سيدي الوزير أن تأتيك الأوامر الحزبية حتى تتحرك في هذا الصدد- حاجة تحير- أنه مخاض الثقافة، فثقافة لا تخدمن قضايا الوطن ولا تبادر بالوقوف معه بكل ما هو متاح لها بحشد همم المبدعين بشتى مجالاتهم، وتكون لهم بصمة واضحة وفاعلة، ويقومون بدورهم الوطني كاملاً غير منقوص، فإذا لم تقم بهذا الدور- كما يحدث الآن- فماذا ننتظر منها!!..؟.. والتحية هنا لاتحاد الشباب الوطني الذي بادر بإقامة مهرجان الأغنية الوطنية، فهذا عشمنا فيهم دائماً- تقولي شنو تقولي منو. وأنا هنا لا اتحامل على وزارة الثقافة الاتحادية ووزيرها واتحاد المهن الموسيقية على الإطلاق، ولكن تأسفت لغياب دورهما في الدفاع عن الوطن وارتضوا لأنفسهم ولكياناتهم الكبيرة كل هذه السلبية، وبالطبع تحاشيت لوم العديد من الكيانات الثقافية مثل الدراميين، واتحادهم الغائب الحاضر لأن حالهم يغني عن سؤالهم، ولا حول لهم ولا قوة، رغم أن هذا لا يعفيهم من تسجيل وقفة مشرفة للوطن.. وإذا لم تتحرك هذه الكيانات بسرعة فما زال هناك بعض الوقت لنصرة الوطن، فنتمنى أن لا نسمع مجدداً نغمة «الثقافة تقود الحياة» فحياة بعيدة عن قضايا وهموم الوطن الله الغني عنها. وهنا أرفع قبعات الاحترام والتقدير لإدارة قناة النيل الأزرق لفتحها أبواب استديوهاتها لمنظمة شباب البلد لاستنفار همم الشعب، من خلال تسجيل عدد من الأغنيات الوطنية، تبثها على مدار اليوم بمبادرة من منتجها الهمام أمير أحمد السيد، فهذه النيل الأزرق دائماً سباقة للتفاعل مع هموم وقضايا البلاد.. لك التحية يا جنرال. رفع التمام في هجليج التحية لقواتنا المسلحة الباسلة وهي ترد كيد المعتدين من الحركة الشعبية والمرتزقة وهي تدحرهم وترد لهم الصاع صاعين وتستعيد منطقة هجليج بعد ايام قلائل فقط من سيطرة الحركة الشعبية عليها وتؤكد قواتنا المسلحة على الدوام بأنها صمام الأمان لحفظ بلادنا بدماء ابطالها الاشاوس يؤمنون به تراب سوداننا الحبيب.