بعد انتهاء العملية الانتخابية في البلاد، وما احتوته من حراك سياسي و تنافس الى الوصول لسدة الحكم، وقد كان هماً كبيراً يشغل الشارع السوداني بصفة خاصة، والعالمي بصفة عامة، وبدأ تداول الحراك السياسي الواسع الذي يتناول عملية الاستفتاء وحق تقرير المصير للإخوة الجنوبيين، يسوده جو من التفاؤل في توحيد البلاد، وعدم فصل الجنوب عن الشمال، ويجب أن يعي الإخوة الجنوبيون بأن قوتنا في وحدتنا، وضعفنا في تفرقنا وإن وحدة السودان هي المصلحة العامة، بينما الإقتتال والتشظي والتشرذم من وراء الإنفصال، وكما نعلم لقد بات استفتاء تقرير مصير الجنوب قاب قوسين أو أدنى، وما يفصلنا من هذه العملية بضع شهور، وغالباً مايصعب في مثل هذه الفترة غير الكافية الوصول لتحديد المصير، ومعالجة بعض القضايا السياسية الشائكة، المتمثلة في كيفية الترتيب لمجريات هذا السجال، الذي يستحق نظرة سياسية صاخبة، ووقفة تاريخية صلبة، تمتد جذورها منذ استقلال السودان الذي ضحى أبطاله سوياً شمالاً و جنوباً وغرباً و شرقاً من أجل رفع راية الوحدة، والاستقلال وليس راية التشتت والانفصال، ونسأل الله العظيم أن يرعى هذه العملية بعنايته وأن ينتج من هذا الحراك الهائل منتج وحدوي يسمى الوحدة الأبدية، وإخماد نيران الفتنة التي تلاحق هذا الوطن، من أجل الأطماع الأجنبية في موارده و ثرواته المائية، والزراعية والنفطية والثقافية وغيرها.. لذا يجب على الحكومات المنتخبة في الشمال والجنوب، أن يتدبروا ويتفاكروا ملياً، وأن لايضعوا كل البيض في سلة واحدة، من أجل دحر هذه المؤامرة اللوبية التي باتت واضحة وضوح الشمس في كبدٍ السماء، وإفشال هذه الطبخة التي تُطهى على نارٍ هادئة، وبخبرات وقدرات هائلة، مفادها تفكيك هذا الوطن والإستلذاذ بطعم الانفصال لتحقيق أهدافهم وأطماعهم، التي عرفها الشعب السوداني، الذي أصبح أكثر وعياً وتماسكاً، وأيضاً من أجل أن تجتث شجرة وحدة السودان من جذورها التي يستظل تحتها كل الشعب السوداني، بالله يا أخوتي الجنوبيين جميعاً هل بعد قطع الجذور هناك رفاهية وتنمية واستتباب أمن؟ ، ولكن الجواب الذي لاريب فيه هو الموت وعدم النمو والضياع لتلك الشجرة التي اجتثت من جذورها، ويجب ألاَّ نقف شعباً وحكومةً موقف المحايد، لابد من أن تكتمل صورة اتفاقية نيفاشا في لوحة زاهية و نضرة، ذات تشكيلة جاذبة مفادها وحدة السودان، وتُجسد في متحف السودان القومي، لكي يشاهدها المجتمع السوداني بصفة خاصة والمجتمع العالمي بصفة عامة، من زواياه المختلفة، و كما تعودنا نقول دائماً أنا واخوي ملوال، مافي شمال بدون جنوب ومافي جنوب بدون شمال، كلنا أخوان، كلنا سودان ..(وحدة ويي)..