يبدو أن سلفا كير وجماعته يعانون من فقدان الذاكرة ، فلو كان هؤلاء القوم يمتلكون ذاكرة ناصعة لعرفوا أن مقارعة السودان من سابع المستحيلات ، وفي المقابل يا جماعة الخير لدينا نحن في السودان أيضا فاقدي الذاكرة بالجملة والكوم والدرزن « واللي مش عايز يشتري يتفرج » . للأسف حرب داحس والغبراء بين الدولتين اللدودتين أظهرت أن ساسة الحراك الجنوبي وجماعتنا من حماسين الطار ، بحاجة إلى جرعات مكثفة من « عقار» إعادة الذاكرة ، ومن شوية «حلو» عيد التوازن لصدمة السكري لدى هؤلاء القوم ، فالجنوب الذي عاش في أتون الحرب منذ أكثر من 60 عاما أو تزيد كان بحاجة إلى رجال يمتازن بذاكرة بيضاء مثل البفته ، غير أنه من سوء حظ مواطني دولة جنوب السودان ، فإن الذين يمسكون بتلابيب الحكم أشخاص لا يعرفون ألف باء في إدارة دفة الحكم ، وبعد أن شم أصحابنا العافية أرادوا الغدر بالسودان المبتلى أصلا بالحروب والقلاقل وعشوائية الحكم نعم عشوائية الحكم . وحتى تكون المسألة آخر منجهة علينا من الآن فصاعدا التفكير في إطلاق متحف النسيان السوداني على أن يجرى إنشاء هذا المرفق على الحدود بين البلدين ، وفي هذا المتحف الفريد في عصره ، يجري و ضع شهادات وفاة الذاكرةالجمعية للساسة الشماليين والجنوبيين منذ عهد الإستقلال وحتى تاريخه ، أقول قولي هذا لأن هؤلاء الساسة والزعماء يعانون من أنيميا فقدان الذاكرة ، وقد ظهر فقدان الذاكرة منذ أن تم الإعلان عن سيئة الذكر إتفاقية نيفاشا والتي كانت قاصمة الظهر بالنسبة لجسد الوطن . على فكرة يقال أن الأبقار تتميز بذاكر قوية تدوم لفترة طويلة ، يعني يمكن للبقرة أن تتذكر ملامح الوجوه والأماكن أكثر من العقل البشري ، وطالما أن الأبقار تتمتع بذاكرة قوية ، وناصعة كان ينبغي على ساسة الجنوب ومن يمشي في ركبهم من أصحابنا الشماليين إتخاذ البقرة نموذجا في نصاعة الذاكرة . أقول قولى هذا وفي الذاكرة المصابة بالهموم ملايين الأبقار التي يمتلكها أفراد قبائل الدينكا والنوير والشلك وغيرهم من القبائل التي تعتمد على إقتصاديات البقرة ، وفي المقابل كان ينبغي على فاقدي الذاكرة من الساسة في الشمال الإستعانة بالبقر في تذكر المآسي التي حلت بالسودان ودولة جنوب السودان جراء الحرب القذرة التي لن تنتهي بدحر عتاولة الحركة الشعبية عن هجيليج ، وأقطع ضراعي لو لم تستمر المناوشات بين الدولتين على أكثر من جبهة , لأن آخر المعلومات تشير إلى أن ساسة الحراك الجنوبي ومن شايعهم من أمراء الحرب في دارفور وكردفان ومنطقة النيل الأزق يريدون شعللتها على ، أكثر من جبهة لتشتيت جهود الجيش السوداني وتحقيق مآربهم بتقسم السودان ، إلى مليون ستين حتة . أصحى يا نايم ، شوف لك بقرة .