أكد القيادي البارز عبد الرسول النور أحد أبناء قبيلة المسيرية وحاكم كردفان الأسبق أن المسيرية الآن على قلب رجل واحد وأن القبيلة بالإجماع ستصد هجوم الجيش الشعبي الذي وصفه عبد الرسول النور بالمحتل والغازي وقال لن نستقبل الحركة الشعبية بالورود والرياحين وأضاف سنقابله بما يفعله الوطنيون وأشار عبد الرسول إلى أن ما تم في هذه المناطق سببه جلوسها على الحافة وعدم الدقة في ترسيم الحدود داعيا أبناء المسيرية بتناسي الآلام والجراحات والوقوف لدعم الجيش وخروج المعتدي وقطع بأن المسيرية لن يقبلوا بشرط مقابل الخروج من هجليج وقال سلفاكير حر في أراضيه لكن لن نوافق على وجود قوات أممية في أراضينا وأضاف أن ما تتحدث به ال حركة الشعبية في مساندة بعض أفراد قبيلة المسيرية هو استغلال كلمة بعض الأفراد والغالبية 99.9 من أبناء المسيرية مع النظام ورغم محاولاتنا خلال جلستنا مع عبد الرسول النور في منزله واستقباله لنا بمضايفة أهل كردفان الكرماء إلا أنه تحفظ في الحديث عن حزب الأمة رغم أنه من أقدم القيادات وقال انه أصبح حزب أمة من منازلهم ونبرات صوت عبد الرسول كانت تعي ماتقول وتعبر عن شعور المسيرية الحقيقي تجاه احتلال الحركة الشعبية لمنطقة هجليج فإلى مضابط الحوار: موقف المسيرية فيه ضبابية فالحركة الشعبية تقول أنهم معهم أو على الحياد بينما يرفض أبناء المسيرية في المؤتمر الوطني تبعية أبيي أين الحقيقة؟ -المسيرية ليس لديهم موقفا ضبابيا أو رماديا ولم يكن لديهم موقفا رماديا في يوم من الأيام تجاه قضية عندما أقول مسيرية أعني« القبيلة» وليس الأفراد لأنه قد يكون هناك أفرادا لهم رأي لكن المسيرية كقبيلة ظلت أرجلهم في الركاب ويدهم على الزناد ولازالوا يتحملون تبعات أنهم في مناطق حدودية مع دولة الجنوب شمال بحر الغزال وولاية واراب وولاية الوحدة وولاية أعالي النيل مما يجعل العبء عليهم كبيرا أنا شخصيا عبرت عن موقفنا بأننا ضد ما تم باعتباره إحتلالا وغزوا من جيش أجنبي لن نستقبله بالورود والرياحين بل سنستقبلهم بما يستقبل به الوطنيون اي غازي ومعتدي الحركة الشعبية يمكن أن تنزل مستقلة حالات الململة للذين كانوا يحملون السلاح والشباب الذين يرون أن منطقتهم منطقة بترول ضحت كثيرا ولكنها لم تجد شيئا .. هذه (الململة) ظهرت في شكل مجموعات شهامة ومجموعة أخرى انضمت للعدل والمساواة وهي مجموعات غاضبة لكن النظرة الكلية للقبيلة تؤكد أن القبيلة متماسكة ستصد هجوم أي غازي ومحتل. ما هي مطالب هذه المجموعات الغاضبة؟ -القضايا البارزة للغضب تتمثل في أبناء المسيرية داخل الدفاع الشعبي والذي بعد أتفاقية نيفاشا وجدوا أنفسهم خارج التسوية والذين حاربوهم بالطرف الآخر سويت أوضاعهم وفي تقديري أنهم لم يجدوا حلا وأصبحت مهنة حمل السلاح هي الحرفة الوحيدة التي يجيدها الشباب في تلك المناطق وهذه مشاعر بعض حملة السلاح ومعلوم ان عددا من أبناء المسيرية انضموا للحركات المسلحة نتيجة إحساسهم بالغضب والظلم فمثلا القيادي بالعدل والمساواة الذي إنشق عن د. خليل ، محمد بحر هو من أبناء المسيرية ولايمكن أن ننكر ذلك وانضمامه كان نتيجة تظلماته وغبنه الخاص تجاه اعتقاده بوفاة عمه في ظروف غامضة وتتمثل كذلك في إنضمام أبطال من أبناء المسيرية بالدفاع الشعبي السوداني للحركة الشعبية منهم حسن حامد صالح الذي أعطته الحركة رتبة لواء وعلى رأس لواء المسيرية وقامت الحكومة بتسويات يبدو أنها لم تكن بالقدر الكافي مع مجموعة الرزيقي والمهندس عمار آدم أبوشعيرة ومجموعة موسى ود الزريقه هؤلاء الآن ليس لهم نشاط لكن التسويات لم تكن بمستوى الغضب في مقابل ذلك هناك مجموعات الدفاع الشعبي التي لازالت موجودة ومساندة للنظام وكل جهد تقوم به الدولة وبعضهم عينوا معتمدين ومشاركين في الحكومة بهذا الحديث يهمنا أن نقول أن المنطقة بها كثيرون أصبحوا يحترفون حمل السلاح ولديهم قضايا لم تحسم وحتى إتفاقية السلام الشامل التي تم بموجبها تقسيم السلطة والثروة ورغم وجود البترول بأراضي المسيرية والذي نحن نؤمن تماما أنه ثروة قومية إلا أن المثل البقاري يقول (صاحب الزامله أولى بالركوب قدام) (ديل الركوب ورا ما لقوه) ففي الوقت الذي تتوسع فيه السلطة ذهبت ولاية غرب كردفان وقبيلة المسيرية قبيلة كبيرة ليس لديها الآن نصيب وزير واحد ووزير دولة واحد هذه ليست مرافعتي لكن هذه قراءة لأحاسيسهم وكذلك من ناحية الترتيبات الأمنية فإنهم لم يجدوا شيئا فهم منطقة حدودية ورغم ذلك الإستفتاء تم دون ترسيم دقيق للحدود لذلك فإن مناطقهم هجليج-الميرم و أبيي ظلت تجلس على الحافة إضافة إلى غياب الدولة في تلك المناطق والإحساس بالفراغ السياسي والإداري والأمني وكنت مرافقا للرئيس بينما تحدث له الشباب بهذه المشاكل ولكن مجرد حدوث الإعتداء على هجليج طوى الجميع جراحاتهم وأصبح الهدف هو تحرير هجليج ثم بعد ذلك الناس «تقعد تحت »اما الآن فالجميع على قلب رجل واحد. قلت في برنامج تلفزيوني أنك رصدت غياب العمل السياسي بين المسيرية ماذا تقصد؟ -قيادت القبيلة الموجودة قيادات عسكرية كبيرة سابقة وحالية ونواب برلمان وغيرهم منذ أن بدأت هذه الأحداث لم يتصل بهم أحد في السلطة هنا ،وحتى مبادراتي هذه قمت بها دون أن يتصل بي أحد لذلك فأنا أقترح تكوين حكومة لإدارة الأزمة ولن يتم مواجهة الأزمة إلا بتوحيد الجبهة الداخلية وحشد طاقاتها وتصبح القضية قضية الجميع نحن الآن في مرحلة حاسمة لذلك فإن تغييب آراء قيادات المسيرية يضعف القرار (لأن مكة أدرى بشعابها) نحن الآن متطوعين لحشد أهلنا لحماية بلادهم وإذا كانت الحركة الشعبية تتحدث بلسان 1 من 10% من أبناء ال مسيرية فان 99.9% من أبناء المسيرية مع النظام فلماذا لا يستفاد منهم فالحرب ليست مواجهة بالسلاح فقط فهي مواجهة بالرأي والخطط وأشياء كثيرة جدا فالغياب الذي أتحدث عنه هو غياب لأي عمل جاد لتوحيد الناس. ذهب وفد من قيادات المسيرية إلى« لاهاي» وأكدوا بتبعية أبيي للشمال ورغم ذلك أصدرت محكمتها قرارا بتبعيتها للجنوب أو أجزاء منها هل السبب ضعف دفوعاتكم؟ -هذا فهم غير واضح أصلا لاهاي هي تحكيم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وليس تحكيما بين المسيرية والدينكا والوفد الذي ذهب الى لاهاي لا ليترافع أو يتفاوض بل ذهبنا كشهود على أن المنطقة هذه منطقة أجدادنا وآبائنا وقدمنا شهاداتنا بالوثائق لذلك فإن التحكيم كان بين الحركة الشعبية والحكومة. لكن يظل السؤال قائما هل شهاداتكم كانت ضعيفة؟ -أبدا شهاداتنا كانت قوية جدا وفي رأيي هذا ليس قرار محكمة وهذه تسوية تمت بين (الحركة والحكومة) وقبلت الحكومة والحركة كذلك ونحن الذين رفضنا ونحن لم نكن طرفا في التفاوض وتم تغييبنا ولكننا سعينا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ألا يتفق ما ذكرت مع إتهامكم بأنكم وقفتم على السياج رغم أن المسيرية حملوكم الأمانة كوفد مفاوض؟ -من الذي يتهمنا؟ لا تستطيع أن تتهم أي زول الإتهام ساهل المسيرية الذين ذهبوا إلى لاهاي «120» شخصا وهم (شهود كشهود الزواج) إذا حدثت مشكلة بين الزوجين فهل يحاسب الشهود ماذا نفعل نحن؟ الآن ما تم في هجليج لاعلم لنا به ولكن سنحمل بنادقنا ونذهب لنقاتل لم نكن طرفا أساسيا في القضية لأن الحركة الشعبية تعتبر نفسها تمثل الدينكا وحكومة السودان تمثل المسيرية وهذا ليس صحيحا والدليل أن هناك مسيرية في الحركة الشعبية ودينكا في المؤتمر الوطني والسؤال إذا لم نذهب الى لاهاي هل كانت ستقف ثم ان الشهود لم يكونوا مسيرية فقط فالحكومة أتت بشهود خواجات ودينكا كما أتت الحركة الشعبية بشهود هي الأخرى من الدينكا وحسب شهادتنا ووثائقنا كنا متأكدين بنسبة 100% أن يخرج القرار لمصلحة المسيرية والدليل على ذلك موقف عضو محكمة لاهاي (عون الخصاونا) إستقال لأنه رأى أن المحكمة أجحفت في قرار مصير أبيي وقال أن المحكمة أخطأت وتجاوزت المهام وأعطت أرض المسيرية للدينكا وخرج من المحكمة وهذا دليل على أن شهادتنا كانت قوية. عبد الرسول النور من قياديي حزب قومي إسلامي إلى زعيم قبلي ما سبب هذا التغيير؟ -أنا ألوم الصحف لأنني عرفت كقائد طلابي ثم أصبحت نائبا برلمانيا في كردفان ثم وزير دولة في الصناعة ثم حاكم لكردفان الكبرى ثم رئيس قطاع الجنوب بحزب الأمة القومي أنا الشخص الوحيد الذي تصفني الصحف بالقيادي في قبيلة المسيرية هذا نوع من التهميش الواضح هل يطلقون على أي شخص القيادي بقبيلة الشايقية القيادي بقبيلة الدينكا لماذا تفعل ذلك معي أنا فقط؟ هل أنا عمدة المسيرية؟ أنا واحد من عامة أبناء المسيرية أعيب على الصحف في تناولها أن تذكر شخصا بصفة القبيلة أنا أعتز برهطي وأهلي المسيرية ولكن أنا سوداني لذلك فأنا أضحك عندما أجد كلمة القائد المسيري. لكنك تتحدث بلسان المسيرية في الأجهزة الإعلامية؟ -تحدثت عن كردفان الكبرى وطالبت بحكومة إقليمية لكردفان لحل مشاكل كردفان ولكن المسألة غير مخططة وهي صدفة لأن القضايا في أراضي المسيرية لكن القضية قضية وطن فمثلا النوير يعتقدون أن بترول الجنوب هو بترول النوير لتواجده على أرضهم نحن لانطلق عليه بترول المسيرية ونعلم أنه بترول السودان وظللنا نتعرض للسعات النحل لنعطي أهل السودان العسل أما مسألة قيادي بحزب الأمة فأنا الآن حزب أمة من منازلهم ويكفي ما تقلدته من مناصب وأريد أن أقدم سنة ، هي سنة التقاعد وأصبح عضوا عاديا. يقال أن هناك خلافات بموجبها تم إقصاؤك؟ -(معليش) انتي اخذي بالنتيجة وهي أنني أريد أن أتفرغ للكتابة والحديث في الصحف. ما رأيك في الأحداث الأخيرة بحزب الأمة؟ -لا أعرف عنها شيئا أبدا لا أعرف شيئا. لماذا عدنا الى الوراء بعد أن نجح مؤتمر الخريجين في إقناع السوانيين بنبذ القبلية الآن نعود إليها يقال أن الإسلاميين هم من أحيوها ما تعليقك؟ -القبلية لو تحدثنا بدقة لم يعيدها الإسلاميين لكن الاسلاميين توسعوا فيها فبعد أن ذوب مؤتمر الخريجين القبلية الى حد ما وبعد ذلك بدأ الاتجاه نحو الأحزاب وبذلك حشدت الأحزاب عددا كبيرا من القبائل سواء كان حزب الأمة أو الحزب الوطني الاتحادي في ذلك الوقت قبائل من الشرق والغرب والجنوب فتحول الولاء من القبيلة الى الميري واستطاعت الأحزاب ان تحشد ولاءات كبيرة جدا للأحزاب ثم جاء بعد ذلك الإنقلاب العسكري لنميري وحل الأحزاب وأراد أن يجد شرعية سياسية وتأييدا فسعى للتعامل مع القبائل بصورة أو بأخرى بعد أن حل الإدارة الأهلية في بداية حكمه رجع للتعامل مع الإدارات الجديدة وكذلك عندما جاءت الانقاذ حلت الأحزاب اعتمدت على شيئين القبائل والأقليات باعتبار أن الأقليات تطلب دعما من الدولة وهي أقليات وافدة من غرب أفريقيا وتشاد والكاميرون والأقليات القبلية والقبائل وبالتالي أصبح أي شخص يبحث عن وظيفة مع النظام كان يرجع لحزبه والآن يرجع لقبيلته بل بدأت بالرجوع إلى الجهة ثم القبيلة وبعضهم يرجع الى بطون القبائل ثم أصبحنا نسمع عن مجالس شورى في الخرطوم وفي السابق كانت الخرطوم هي مجتمع تذوب فيه كل القبائل ولكن الآن لأسباب أمنية وطلبا للتأييد والشرعية سمي بالنظام الأهلي وأصبح الولاء للقبائل الصغيرة وهي الجهة التي يتم بها الضغط على الحكومة سواء إتحادية أو ولائية وهذا بدوره قاد إلى حكومة مترهلة فحلت القبلية محل الكفاءة فأصبحت الحكومة جيوشا جرارة من الوزراء ووزراء الدولة والمعتمدين وهي التي توسعت في القبلية ولو كانت الأمور ليست فيها رائحة القبلية هذه ولم يكن هناك شخص شعر بذلك ولو كانت الحكومة تتكون من 10 و15 وزيرا بالكفاءات لن تعترض قبيلة ولكن عندما يصبح التمثيل قبليا ستسأل كل قبيلة نفسها لماذا لانشارك نحن؟ وهو إحساس خاطئ فالمجلس العسكري لعبود كان جميعه من الشمالية لكن لم يتحدث أحد لأن هذه الموازنات لم تكن موجودة وكذلك نميري كانت حكومته شماليين ولم يعترض شخص لأن الجو العام لهذه الموازنات لم يكن موجودا. ماهي رؤيتك المستقبلية لإعادة السودان إلى روح الوحدة؟ -لابد أن تكون هناك حكومة يشعر كل أهل السودان أنها تمثلهم وأطلقت عليها اسم حكومة لادارة الأزمة لأن الحكومة الحالية هي حكومة الأزمات المتواصلة وظل المفاوضون في نيفاشا نتيجة إنفصال الجنوب ونخشى أن نفقد جنوب كردفان والنيل الأزرق إذا استمرت نفس العقلية لذلك لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولابد من حشد كل أهل السودان تحت لواء حكومة لادارة الأزمة حتى نستطيع أن نواجه المهددات الخارجية الماثلة الآن