الحبيب الغالي.. باشمهندس.. وديدي.. وما زلنا في صالة أفراح الوطن.. وما زلت أتلقى من نفسي التهاني.. ليس تهاني النصر ذاك الذي تحقق.. فقد كان لابد أن يتحقق.. هكذا علمنا التاريخ.. ذاك الطارف والتليد.. أتلقى التهاني.. لروعة هذا الشعب.. الذي ينهض بل ينطلق كما الإعصار في كل نازلة.. تمس تراب الوطن.. لا يهم هذا الشعب من هو في القيادة.. لأن شعبي العظيم لا يعتبر كائناً من كان من هو أحق منه بهذا الوطن الجميل.. يا صديقي.. إن الأمم العظيمة.. وعند أي نازلة.. أو عاصفة.. أو كارثة أو ملحمة.. كانت نتيجتها نصراً أو انكساراً.. يجلس ليجرد في دقة ورصانة حساب تلك النازلة أو الكارثة أو المعركة.. ولو كنت مكان الإنقاذ.. لتأملت جيداً في هذ الصفحة الباهرة من صفحات الوطن.. لساءلت نفسي.. في ذهول.. أي معدن هو معدن هذا الشعب النبيل.. أنا صديقي.. لا اتمنى ثمناً ولا مكسباً يجنيه الشعب من وقفته البطولية تلك، لأن شعب هذا الوطن أكرم.. وأنبل وأرفع من كل كنوز الدنيا.. ولكن ألا ترى معي أن هذا الشعب يستحق حياة أفضل من تلك.. ألا ترى أن هذا الشعب يحتاج إكراماً وتوقيراً واحتراماً أكثر من ذاك الذي كان سائداً.. وماذا تقول في ذاك الذي بات على الطوى.. وسهران والكون كله في صدر الليل نائم.. وصرخات الجوعى من أطفاله تمزق فؤاده وتشق كبده.. ثم ينطلق كما الإعصار متعالياً على كل جراحاته وحزنه، ليدافع عن وطن.. لا جد في كل الكون من هو أغلى من ترابه ذاك المقدس.. ودرس آخر.. يضيء إبهاراً ويشع أنواراً.. وهو هل عرفت الحكومة وكل الإخوة في المؤتمر الوطني.. نبل ووطنية هذا الشعب!.. وبمناسبة الوطنية.. ماذا تريدون أكثر من وطنية كانت ترفرف في السماء أعلاماً.. وتتألق في الفضاء شموساً.. وتجتاحنا الدهشة ويلفنا العجب.. وأصوات التخوين والطابور الخامس والتخذيل.. والعملاء.. تكاد تزحم فضاء الدنيا.. وكأن هناك حشوداً وصفوفاً من هؤلاء.. إن الحديث عن هؤلاء أكثر من الحروف المنثورة في حياء عن مآثر هذا الشعب العظيم.. ودرس آخر يجب أن تتعلمه الإنقاذ من هذه المحنة.. أو أن تستثمره من ذاك النصر.. وهو أن تلتفت الدولة بكل ما لها من سلطان وصولجان.. بأن توقف فوراً تلك الفوضى العارمة.. وذاك الانفلات الرهيب.. وان تكبح في قوة وصرامة وقسوة.. تلك الأسنان المتوحشة- أسنان الانتهازيين من التجار الذين.. استثمروا في ظلال وظل الأزمة.. فزادوا مواطنيهم رهقاً.. وختاماً صديقي.. دعني أهديك بعض كلمات في حق الوطن، كتبها محجوب شريف..ولا أرى إلا أنها كتبت لتلائم الوطن هذه الأيام.. وطنا الباسمك كتبنا ورطنا أحبك مكانك صميم الفؤاد وباسمك اغني وتغني السواقي خيوط الطواقي سلام التلاقي ودموع الفراق واحبك ملاذ وناسك عزاز أحبك حقيقة وأحبك مجاز وأحبك بتضحك وأحبك عبوس لك ودي