خمسة عشر يوماً من الدهشة عشناها في عاصمة السلطنة مسقط، التي وصلناها ضمن وفد يمثل ثماني صحف سودانية، لقضاء دورة تدريبية نظمتها وزارة الإعلام العمانية، ومركز الرؤي للدراسات التنموية والاستراتيجية، ورتب لها المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، مكمن الدهشة مصدره التطور الذي شهدته السلطنة، والذي بدأ في الثمانينيات، لكنه انتظم كافة جوانب الحياة حتي باتت عمان تضاهي الدول العظمي بفضل الإدارة الجيدة للموارد، والتوزيع العادل لها، والتي استفاد منها (2 ) مليون نسمة هم جملة مواطنيها، ونصف ذاك العدد من الجنسيات الأخرى.. الأمرالذي جعل كل أنحاء الدولة بمحافظاتها، وولاياتها، وبواديها، وكانها العاصمة مسقط *صعوبة تضاريس السلطنة قصة تتحدى الجبال أكدت وكيلة وزارة السياحة بالسلطنة ميثاء بنت سيف ماجد المحروقية عزوف خريجي السياحة عن العمل في هذا القطاع، خاصة الفنادق والشركات السياحية، بجانب أن كثيراً من المجالات لا يوجد بها موظفون عمانيون، رغم أن العمل فيها متاح لهم.. وأوضحت المحروقية في تصريحات للشبيبة أن وزارتها بدأت في الترويج عن «خريف صلالة» في مختلف المحافل الدولية والاقليمية، لاستقطاب أعداد كبيرة من السواح.. مشيرة لانعقاد فعاليات مسقط عاصمة السياحة العربية، وعن افتقار بعض المناطق السياحية للخدمات.. قالت إن الوزارة تقوم في الفترة الحالية بحصر ووضع استراتيجية كاملة للسياحة، وأن سبب افتقار بعض الأماكن للخدمات يعود الى صعوبة تضاريس السلطنة وتوسعها *عمان الثالثة عالمياً في استخدام الهواتف أظهرت دراسة حديثة أن السلطنة احتلت المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر استخداماً للهواتف المحمولة في العالم بعد السعودية، وفيتنام.. حيث بلغت نسبة الإنتشار 165% وقالت الدراسة الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة «يونكتاد» إن السعودية احتلت المركز الأول عالمياً بنسبة انتشار بلغت 188% ، وقال الخبير العربي سالم العنزي المدير العام لشركة القنوات المتنقلة: إن الدول العربية ترتيبها في العشرة الأولى عالمياً، وهذا يعود الى الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها منطقة الخليج العربي، فضلاً عن كثرة الجاليات الأجنبية فيها، والتي تحتاج دوماً للتواصل مع أرباب العمل والأهل والمؤسسات الإعلامية. *في السلطنة شموخ لايضاحي اتضح لنا من خلال الزيارات الميدانية التي نظمتها وزارة الإعلام لوكالة الأنباء العمانية، وصحيفة عمان الحكومية، وجريدة الوطن المملوكة للقطاع الخاص، التقدم المذهل للمؤسسات الإعلامية، من حيث البيئة والوسائل والبنيات الأساسية للعملية الإعلامية، في الوقت الذي تمتلك فيه الصحف مطابع خاصة بها، وهي تقع في أماكن راقية، ويبدو للناظر اليها- قبل أن تساوره الدهشة- أنها أضخم وزارة، ومهما يصف المرء أوضاع المؤسسات الإعلامية في السلطنة، يجد نفسه عاجزاً أمام الوصف، رغم ما يبدو عليها من ملاحظات حول الكادر الوطني الذي بدأ يخطو خطوات راسخة في التطور * مسقط المدينة الوادعة التي تحدت الجمال؟ وسط الدهشة والذهول حطت أقدامنا حاضرة دولة عمان مسقط، التي يفوق وصفها الخيال لجمالها الفتان، ولترتيبها الدقيق في كافة مناحي الحياة، خاصة وأنها تطل بامتدادها على بحر عمان والخليج، مما زادها تميزاً على ميزاتها الفاتنة التي يفاخر بها إنسانها، الذي يجد التعليم والصحة وكافة الخدمات مجاناً، ويتوفر له رغد العيش دون عناء، و يبدو الشارع العام فيها كأنه خالٍ تماماً من الزحام لطبيعة الطرق المصممة على المواصفات العالمية، وانضباط المواطن، حتى تكاد تتيقن أن الحياة مضبوطة آلياً، حيث أن رجال المرورلا يظهرون إلا في حال الحوادث فقط.. * فرحة بتبني الأممالمتحدة لمشروع الحوادث؟ üاجتاحت الأوساط العمانية فرحة كبيرة، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاجماع للمشروع الذي قدمته حكومتها حول الأزمة العالمية للسلامة على الطرق، يوم الجمعة العشرين من ابريل الحالي. * الجالية السودانية وطن في قلوب العمانيين؟ رسمت الجالية السودانية في عمان صورة زاهية عن الوطن، أكدت أصالة وتميز الإنسان السوداني، الذي جعل من نفسه سفارة لبلاده، مما وضعهم محل ثقة الشعب والسلطات.. حيث تكاد لا تفرق بينهم والعمانيين، الذين يعتبرونهم مواطنين من الدرجة الأولى، واللافت للنظر في الجالية أن أفرادها جميعهم اصحاب كفاءات نادرة.. في مشهد أكد أصالتهم في بلاد الغربة، حيث أعلنوا جميعهم وبمختلف انتماءاتهم الفكرية، وفي تداعٍ وطني كبير شهده مقرالسفارة وقوفهم الى جانب القوات المسلحة، و جاهزية كل الجالية لتقدم الصفوف للدفاع عن الوطن في كافة الجبهات، وقدموا دعماً سخياً لنصرة المرابطين في الثغور.. وقال سفيرالسودان بالسلطنة جمال الشيخ خلال مخاطبته لقاء النصرة الذي نظمته السفارة بمسقط، أن الحكومة لن تسمح لكائن من كان العبث بمقدرات الوطن، والتدخل في شؤون البلاد الداخلية.. مضيفاً أن ماحدث في هجليج مخطط من قوى الشر لتدمير البلاد- واستدرك- لكننا قادرون على هزيمة تلك المخططات، وفضح الجهات التي تقف وراءها.. مثمناً التداعي الكبير لأفراد الجالية الذين قدموا من كل المحافظات والولايات لنصرة الوطن، ودعمهم الكبير للمرابطين في الخطوط الأمامية، مؤكداً تماسك الجبهة الداخلية بكافة مكوناتها لمواجهة المخطط الذي يستهدف الوطن. * جلاب«قيادة رشيدة» وحميدة «فاكهة الرحلة» قادت الزميلة حباب جلاب جابر- من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات- الوفد الصحفي المشارك في الدورة التدريبية بحنكة واقتدار، أكدت بها علو كعبها في هذا المجال رغم صغر سنها، فيما كان الزميل الأستاذ حسن حميدة رئيس قسم الأخبار بالمجهر السياسي فاكهة الرحلة بقفشاته الجميلة، التي أضفت على الرحلة بعداً آخر من الجمال، شارك في ذلك الزميل قاسم فرحنا من جريدة الصحافة، الذي أطلق عليه الأستاذ يوسف جلال من الأحداث خبير من دار حمر.