في بادرة تكاد تكون الاولى اقام سفير سلطنة عمان لدى قطر سعادة محمد بن حمد الوهيبي وحرمه السيده مريم الوهيبي حفل استقبال بمناسبة الذكرى الواحدة والاربعين للعيد الوطني للسلطنة بالحي الثقافي " كتارا " بدلا عن الفنادق والتي عادة ما كانت السفارات تقيم بها مناسباتها الوطنية والقومية.. والاحتفال اخذ الطابع التراثي بالزي المميز والذي ارتداه افراد الجالية العمانية بعماماتهم الخضراء المشغولة بالاحمر والملتفة بعناية وخاصرتهم المدبجة " بالجنبية " بقابض الفضة او سن الفيل والمنقوشة بدقة متناهية بايادي تدل على احترافية العمالة العمانية تماما كنقش الحنة والثوب المطرز بالسلك الذهبي والفضي و " قحفية " الذهب والتي ترتديها النساء والتي تشبه ما ترتديه العروس السودانية في ليلة الحناء . طاف طاقم الضيافة بطاسة كبيرة من الخشب يطلق عليها باللهجة السودانية " قدح الضيفان " نسج لها الشعراء قصائد الدوبيت الشعبي كناية عن الكرم العربي الاصيل وكانت ملئية بالحلوى العمانية الدافئة المعجونة بالزعفران والهيل فاستدعيت من مواعين التاريخ أرض " مزون " بمواردها المائية المطلة على ثلاث بحار وتضاريسها الجبلية وسهولها الممطرة وصحراؤها الرملية وحضارتها المؤغلة في القدم والتي شكلت جسر تواصل بين الشرق الصين والهند وبلاد ما بين النهرين ووادي النيل وشمال افريقيا واشتهارها بلبان ظفار حيث تقول كتب التاريخ ان ملكة سبأ كانت تقدمه للنبى سلمان . وقاعة كتارا بالمبنى 12 الحي الثقافي تماهت تماما مع الحدث العماني امتلآت باعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي والعربي الافريقي والاسيوي وحول طاولات العشاء كان الربيع العربي والخريف العالمي حاضرا وزخات المطر تبلل مداخل القاعة ونسمة تباشير الربيع تكاد يحين قطافها .. والاحتفائية تماذجت انبهارا بالطابع التراثي من خلال الازياء الشعبية للمضيف وزوجته واعضاء السفارة والطلبة العمانيين بجامعات المدينة التعليمية بالدوحة ومن بطون صلالة وظفار باشجار نخيلها البازخة وامطارها الربيعية تمازجا بمرابع " كتارا " التي حجزت لنفسها مكانا على خارطة مدن الثقافة عربيا وعالميا كحي نابض فخم ارتحلت لها المؤسسات الثقافية القطرية بكل كوادرها وارثها وادوات فعلها وهذا العيد القومي لسلطنة عمان خرج من تقليد الدبلوماسية المعتقة للممثلين لبلدانهم في اجواء عربية مفعمة بالتفاؤل والمحبة التي ارتسمت على الوجوه . ان الحي الثقافي ناحية الخليج الغربي بالدوحة تحفة فنية مازجت بين التراث العربي والاسلامي وبكهة الخليج برمالها الصفراء وبالقباب والمشربيات والمدرجات والقاعات المخضبة بالرسوم التشكيلية واطلالة المقاهي والمطاعم على شاطيء الخليج مما جعله مكانا جاذبا للاسر وللمهتمين وان ترحل لقاعاته احتفالات السلك الدبلوماسي فذاك زواج بين الثقافة وفن الدبلوماسية الذي يعرف الممكن وآلا ممكن وحقائق الاشياء واسرارها وهو زواج مبارك لان النخب والمثقفين هما اصلا أبناء وعشاق للتراث خاصة وان اشهر الجامعات التي ترعاه على المستوى العربي هي جامعة السلطان قابوس في مسعاها لوضع السلطنة في قائمة التراث العالمي بمواقع تفوق ال خمسمائة قلعة وبيت آثري شهير " كرأس الحمراء " .. فمبروك العيد الوطني لعمان ارض بخور الجاوى وسفن الصيد والزراعة وحنكة الايادي الحرفية التي تعزف معزوفة الجمال وتزين جيد الحراير وخصور رجالات السلطنة البر والبحر والسيف والرخاء الزراعي والسمكي والتماذج الانساني . عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : ان كان " رأس الحد " بسلطة عمان اول بقعة تشرق عليها شمس الوطن العربي " فكتارا" أول حي زاوج بين الثقافة والتراث والدبلوماسية .