ما يعجبني في الكاتب والشاعر الكبير (سعد الدين إبراهيم) هو فهمه العميق (لمشاعر المرأة) وخوضه المترف في ساحات احتياجاتها.. لقد كتب ذات مرة في أحد أعمدته أنه في يوم المرأة العالمي يجعل زوجته ملكة على الدار ويشمر هو والأبناء عن (ساقي بلقيس) ويقومون بكل الأعباء التي تقوم بها رغم أن المحصلة النهائية هي (دمار شامل).. إلا أن الغاية السامية تبرر (سوء وسائله)..!! وقد كتب الشاعر المرهف في صحيفة حكايات مقالاً بعنوان (رنين ضحية غريزة متأججة) ولمن فاته الخبر ف(رنين) فتاة غريرة لم تتجاوز التسعة أشهر.. اختطفتها امرأة من منزل زواج بأمبدة وأعادتها المباحث والشرطة السودانية بعد أقل من شهر إلى أحضان والديها المكلومين.. وقد شبه جريمة الخطف بأنها بلا إعداد وعفو الخاطر ودافع عن غريزة الأمومة.. واستدل بأنها أقوى الغرائز في الإنسان.. ولأن المرأة الجانية الخاطفة بلا أبناء اتبعت غريزة الأمومة وعاملت الطفلة معاملة جيدة فهي جريمة ناعمة.. ولم ينكر حق المجتمع والوالدين في العقاب.. وإن كان يتمنى أن تعامل الجانية بإنسانية. لا أخالف الأستاذ في كل ما كتب.. إلا أنه أغفل جزئية مهمة وهي شعور والدي الطفلة خصوصاً (أمها) عند غيابها وعدم معرفتها بأن كانت حية أو ميتة.. هل ستعود أم تاهت في المجهول؟.. إنه إحساس قاتل مرير تصعب الحياة جداً معه!.. إن المرأة الخاطفة متزوجة منذ ثلاث سنين فقط ولم تنجب.. كان الأحرى أن تسأل الله وتلح في الدعاء أو تطرق أبواب العلاج أو تتبنى طفلة مجهولة الأبوين.. فدور الإيواء مليئة بمن يحتاج لمن يمنحه لمسة حنان وفي ذلك أجر بدلاً من إشباع الغريزة بارتكاب جناية وذنب في الدنيا والآخرة.. إن التصرف أناني ومتهور ولا يشبه عاداتنا السمحة التي (تحمي الصغار) وتجعل الأهل آمنين. زاوية أخيرة: لقد اتبعت الجانية غريزتها ولم تفكرفي غريزة الأم التي أنهكتها الدموع وأضناها الفراق.. (أقرب نقطة للوصول يا سيدي هي الخط المستقيم)..!!