الأستاذ عابد سيد أحمد لقد طالعت في عمودك قبل أيام مقالاً تتحدث فيه عن أن العهد الماضي عهد الصادق المهدي كانت فيه صفوف الرغيف والبنزين والسكر وإن هذه الصفوف غير موجودة الآن وأن الحكومة أنشأت سد مروي ومريدي وشوارع الأسفلت فاسمح لي أن أقول لك إن هذا العهد كانت به صفوف تشريد العمالة بحجة الصالح العام وصفوف العطالة (الخريجون الذين لا يجدون عملا) فأيهما أفضل صفوف الصادق المهدي أم صفوف عمر البشير والصادق أتى بالديمقراطية وعمر البشير جاء بالسلاح وتقول إن والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر بدلاً من 250 مليون جنيه أعطى 500 مليون للرياضيين فماذا عن الفقراء ماذا أعطاهم بصراحة كده سدين وكهرباء ما في ونهرين وموية مافي وأما عن حضور ناس الأقاليم للخرطوم وأنت منهم فليس حبا في ناس الخرطوم ولكن لا توجد في مناطقهم أماكن عمل ولا علاج ولا خدمات فالواحد يحضر للخرطوم ويبيع موية ويلقى 5 جنيهات أو عشرة أفضل من أن يخسر في الزراعة التي كانت عماد الدولة وناس مشروع الجزيرة ما أدوهم قروشهم ليه (حقوقهم) أحدهم يدعى الشيخ علاء الدين وآخر يدعى الطيب قالوا لي أكتب عن هذا الموضوع وهانذا أكتب وإن شاء الله يعطوهم حقوقهم، وقد أخبروني بأن الحكومة قالت لهم أعطونا في الانتخابات وبعدها نعطيكم حقوقكم ولا حقوق ولا يحزنون قال أعطوا (الشجرة) والمؤتمر الوطني قطع الأشجار ببري اللاماب وبقرية الشكابة المحمدية بالنيل الأبيض فهل في عيونك غشاوة وأتمنى أن تكون من أصحاب المثل (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية). إبراهيم عبود حي المعرض بري اللاماب-مربع 5 من المحرر أخي عبود يبدو أن الغشاوة في عينيك أنت يا صديقي فهي التي جعلتك تقارن بين عهدين لا وجه مقارنة بينهما فكل مواطن عاش العهدين لا يحتاج مني لإسهاب في التذكير كما لا يقبل مكابرتك ففي عهد السيد المهدي لا إنجاز واحد يمكن أن نضعه في خانة وكفة المقارنة الأخرى بما في ذلك الديمقراطية التي تحدثت عنها فهي قد كانت ديمقراطية العدم التي ينام فيها أصحاب السيارات في محطات الوقود وتتوزع أدوار الأسر بين إمضاء الليل في صفوف المخابز وفي انتظار أن تجود المواسير بالمياه نقطة نقطة و و وثم دعنا نسأل عن ماقدمه المهدي للخريجين وكم كان عددهم وقتها أو بالأحرى كم كان عدد الفاقد التربوي الذي لايجد مواقع للتعليم في ظل محدودية الفرص.. إن ماذكرته حقاً وراءه من دفعوك للكتابة كما قلت والذين يغالطون أنفسهم وهم يدرون متى بدأ تدهور مشروع الجزيرة وكيف كان حال المشروع يوم قيام الإنقاذ.. أزح عن عينيك أخي عبود الغشاوة وتذكر حال البلاد يوم قيام ثورة الإنقاذ يوم قال المعارضون أنفسهم (إنها جنازة بحر لن تفيدهم في شيء) فالحال قد تغير في كل جانب انظر حولك بلا غشاوة ستجد أن مجرد التفكير في ايجاد أوجه للمقارنة يصعب عليك.. فالخبز الآن يقف طوابير منتظرا زبائنه بعد أن كان الناس في عهد المهدي ينتظرونه في الصفوف كما صارت محلات الوقود تنتظر القادمين إليها بعد أن كانوا ينتظرون قدوم الوقود و و و لتطول الأمثلة التي تهزم المقارنة وتؤكد مكابرة صديقنا عبود الذي خلط بين الموضوعات في رده وتحدث عن د. عبد الرحمن الخضر والذي أراد أن يقول إنه جعل الخرطوم جاذبة على عكس الولايات ولم يقل إن كل شيء لم يكن جاذباً في الماضي حتى الخرطوم العاصمة. أخيراً: لا نقول إن الحكومة الحالية مبرأة من كل عيب فهي حكومة بشر ولكنني أقول إن المقارنة بين عهدها وعهد السيد الصادق المهدي معدومة معدومة فلا تكابر.