شنت وزارة الخارجية هجوماً عنيفاً على الاتحاد الأفريقي وبعض القادة الأفارقة وانتقدت صمتهم تجاه اعتداءات دولة جنوب السودان على الأراضي السودانية، مؤكدة سعيها لخلق توازن في علاقات أمريكا بالخرطوم وجوبا إلى جانب إقناعها بالوفاء بوعدها بشأن معالجة ديون السودان الخارجية قبل الانفصال. وقالت إن السودان تأذى كثيراً من العقوبات الأمريكية الجائرة واستخدام مجلس الأمن وصندوق النقد والبنك الدولي للضغط عليه، مشيرة لأهمية قبول قرار مجلس الأمن القاضي بوقف العدائيات مع الجنوب، موضحة أن التعاطي معه أفضل من التمترس في خانة الاتحاد الأفريقي لكن المجلس الوطني قطع بعدم قبول أي قرار يضر بمصالح البلاد. وأوضح علي كرتي وزير الخارجية في بيانه أمام المجلس أمس أن السودان لن يفاوض الجنوب وفي ظهره خنجر مشيراً الى أن مجلس الأمن والسلم الأفريقي لا يسمح للأطراف المتنازعة بحضور جلسات التداول حول القضايا المختلف حولها، الأمر الذي أدى لانفراد بعض أعضائه وتصديهم لإبراز قضايا بعينها وتحويل الملف لمجلس الأمن، مؤكداً أن قرار الأخير جاء متسقاً مع مطالب الحكومة التي تؤكد على أنه لا تفاوض إلا في المسائل الأمنية، مبيناً أن المجلس لم يغفل اتفاقية السلام الشامل كما فعل الاتحاد الأفريقي، وأعاب كرتي على قرار مجلس الأمن إدخاله لكلمة مدعاة التي قال إنها تفتح الباب لكل ادعاء، واصفاً ذلك بالتغبيش والهدية لدولة الجنوب، مشدداً على ضرورة أن يكون وفد السودان المفاوض قوياً إلى جانب أن تكون هناك جدية في المفاوضات، وكشف كرتي عن مطالبتهم لرئيس الجمهورية بدعوة رئيس وفد الوساطة بين البلدين لزيارة السودان لكنه لم يفِ بوعده. إلى ذلك حذر أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان من مغبة تحويل النصر الذي تحقق في هجليج إلى هزيمة سياسية من قبل الدول الباغية التي تحاول استخدام مجلس الأمن.من جانبه أمّن رئيس نواب الشعبي بالبرلمان الدكتور إسماعيل حسين على بيان الخارجية وقال إن التفاوض أفضل من الحرب.