في 31/5 تكون قد مرت الذكرى الرابعة على رحيل موسوعة الصحافة والإعلام أستاذنا الجليل.. والذي لا.. ولن ينسى قط.. الراحل المقيم «محمود أبوالعزائم» طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه.. ونحن الذين عرفناه.. وعشنا معه عن قرب والتصاق.. فلسنا في حاجة أن نتذكره في كل عام في شهر مايو «المحزن».. إذ أنه في كل «لحظة» وحين.. فهو لا يغيب عن ذاكرتنا.. بل هو موجود فيها دوماً.. طالما أن هناك رمق من الحياة.. نتذكره دائماً من خلال محامده وفضائله وشمائله.. ومن خلال ما أعطى وقدم من جلائل الأعمال والإنجازات في العمل الصحفي والإذاعي الذي كان فيه علماً ومعلماً.. فالراحل أستاذنا وحبيبنا «أبو العزائم».. لم يكن بالشخصية العادية.. وإنما كان أسطورة وموسوعة تسير على قدميها في العمل الصحفي والإذاعي.. كان الفقيد صاحب مدرسة متفردة في العمل الصحفي متأثراً فيها بمدرسة الصحافة الحديثة التي ابتكرها رواد الصحافة المصرية من أمثال محمد التابعي وتلميذيه التوأم مصطفى وعلي أمين.. وكان أن تتلمذ على يديه في هذه المدرسة الحديثة عدد لا يستهان به.. وعلى رأسهم أنجاله وأحفاده وأنا أحدهم.. وكانت له إسهاماته المقدرة وخبطاته الصحفية التي لم ينافسه أي صحفي آخر فيها. أما أستاذنا القدير والضخم أبو العزائم.. فهو كإذاعي.. خاصة عندما تقلد منصب المدير العام للإذاعة.. فما قدمه فيها من حسن القيادة الإدارية الرشيدة.. وما تركه من إرث برامجي خالد.. فهو ما لم يحدث أن تركه مثله أي مدير آخر تقلد هذا المنصب.. أبو العزائم عودنا في كل رمضان.. أن يقدم لنا برنامجاً مبتكراً وفريداً.. كان يشد كل المستمعين.. وحتى اليوم لما يعاد بث إحدى حلقات تلك البرامج فإنها تجد كثافة الاستماع.. وكأنها جديدة.. لم تقدم من قبل.. «كتاب الفن - وزمان العود - وزمان الكسره - ومسابقة الأغاني وحتى أغنية مطربة مدني «نوره» أو نوره أبوالعزائم.. لما تقدم إحداها بحس المستمع بالمتعة والنشوة والطرب.. وبحق كانت فلتة من فلتات الدهر.. وغيرها الكثير من المفيد والجديد.. ويحمد له أيضاً.. أنه كان المدير الوحيد الذي يهنئ ويشجع ويحفز ومن جيبه الخاص كل مجتهد قدم عملاً يستحق عليه التهنئة.. وحتى إذا عاقب المخطئ بالخصم من مرتبه.. حيث كان يدفع من جيبه هذا الخصم.. وذلك بعدما يحس المخطئ بمرارة العقاب.. وهل ننسى له تكريم الإذاعة الأسطوري للراحل إبراهيم الكاشف بمدني.. والذي كان حدثاً تاريخياً لم يتم مثله لا من قبل.. أو من بعد.. هذا ومن مفارقات الدهر هي أنه قبل وفاته بشهرين اتصل بي هاتفياً لكي استعد بأن يتم تكريمه ومعه شخصي في حفل التكريم الضخم الذي ستقيمه ولاية الجزيرة للراحل «إبراهيم الكاشف».. ولكنه تأجل بسبب أحداث تمت في إعلام الجزيرة وقتها!!؟ فترك الوالي الفريق سر الختم الولاية.. ورحل أبوالعزائم.. وأبقى أنا «أندب حظي وآمالي».. وبعد إن «أبوالعزائم».. ومهما كتبت عنه سيظل شخصية آسرة ومؤثرة لا ولن تنسى قط.. رحمه الله بقدر ما أعطى وقدم.. وبارك الله في ذريته..إنه سميع مجيب. ميرغني البكري «فنون»