مثل أمام البرلمان وزير الخارجية علي كرتي وقدم تقريراً ضافياً عن وزارته، وعن حجم التحدي الذي تجابهه وزارة الخارجية السودانية خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان. شكا وزير الخارجية من وزارة المالية التي خفضت ميزانية الوزارة، مما شكل عائقاً كبيراً لعمل الدبلوماسية التي تسد الثغرات الخارجية للوطن. شكا وزير الخارجية من التصريحات التي أطلقها رئيس الجمهورية، والتي قال عنها أنها تضر ضرراً بالغاً بعلاقة السودن مع دول الحوض الافريقي، الذي يتعاطف مع دولة الجنوب الوليدة.. وفي سياق آخر قال السيد/ مهدي ابراهيم إن ميزانية الإعلام في سفارة السودان لكينيا فقط خمسمائية دولار. مثول وزير الخارجية أمام البرلمان دون استدعاء هو في حد ذاته عافية، وحديث الوزير بتلك الشفافية هو العافية الأكبر، والدبلوماسية هي الدوبلوماسية لا تعني أية لغة أخرى، كما يهاجم البعض وزير الخارجية، ويصفه بالانبطاحي، هذه لغة سخيفة، ووزير الخارجية إن لم يكن بهذه المواصفات، سوف يحصد الهشيم، ويسوق وطنه إلى دمار، الدبلوماسية معناها بالبلدي كدة أنك«تباصر الأشياء» مباصرة، وليس بلغة الفشوح والكبرياء والأزداء والمغالطات التي لا تسوق الدول إلا إلى الدمار. وعلي كرتي هذا انجح دبلوماسي يمر على الخارجية بحكمته هذه، وببروده هذا يستطيع أن يعبر بالدولة، رغم هذه التصريحات والكتابات النابية من البعض، هناك دولتان لهما أهمية بالغة بالنسبة للدولة السودانية، كينيا مثلاً استضافت اتفاقية السلام التي ساهمت في ميلاد دولة، أنها تستحق العلاقة الجيدة، وهنا تقول لماذا تدفع الخارجية فقط خمسمائة دولار ميزانية للإعلام؟ ألا تختشوا أيها السادة!! كم ثمن الوجبة البذخية في أحد المطاعم في شارع المطار؟! الإعلام هو المرآة التي تعكس سلوك الدولة.. وكيف تتواصل السفارة مع الإعلام الكيني؟! والصحافة الكينية؟! الدولة الثانية هي اثيوبيا عليكم برعاية العلاقة معها، لأنها مربط فرس القارة الافريقية، بها المقر الدائم للاتحاد الافريقي.. وهذا لوحده دول وعالم آخر.. فماذا نترك العلاقات باردة بين الدول الافريقية ودولتنا، اهتموا بهذه القارة السمراء، أرحم لكم لأنها تمثل طوق النجاح لكم، وإن فرطتم فإن دولة الجنوب سوف تسحب البلاد من تحت أقدامكم.. والله وحده هو المستعان.