تحدثت فى المقال السابق عن أخطر منظمة سرية فى الولاياتالمتحدة بل وفى العالم أجمع، وهي منظمة العظام والجُمجمة، أو جمعية إخوة الموت، وأواصل اليوم الحديث عنها بالرجوع إلي كتاب أسرار المقبرة الذي ألفته المساندرا روبنز. فأعضاء المنظمة يتعلمون أن ولاءهم للمنظمة يعلو ويسمو على ولائهم لعائلاتهم أو لوطنهم أو حتي لله (أستغفر الله)، وأن هدفهم هو الوصول إلي مناصب السلطة أينما كانوا وأن عليهم أن يعملوا على توصيل باقي رفاقهم إلي مثل هذه القمم. ويبدو هذا واضحاً فى المناصب التي وصلوا إليها فى المخابرات المركزية الأمريكية، حيث تكونت خلايا لهم داخل جميع أفرعها، بل أن أغلب العناصر التي يتم تجنيدها يتم إختيارهم من داخل هذه المنظمة السرية وذلك لأن أغلب أعضائها ممن تمرسوا على السرية والعمل السري. ويكشف الكتاب أن رجال هذه المنظمة كانوا وراء تمويل الزعيم النازي أدولف هتلر، وأن بريسكوت بوش جد الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن هو الذي كان يقوم بالمساندة ويقدم الدعم المالي للنازي هتلر، وذلك لأن المنظمة السرية فى زمنه كانت تتبع للنظام النازي. ويهيمن أفراد هذه المنظمة على الإعلام الأمريكي ويديرون معظم دور النشر الكبرى، كما أن خلايا المنظمة هم الذين أسسوا العديد من الجمعيات مثل الجمعية التاريخية الأمريكية، والجمعية الأمريكية لعلم النفس، والجمعية الإقتصادية الأمريكية، وهي جمعيات لها أثرها فى المجتمع الأمريكي. مثل جمعية الجماعة (The Group)، السرية، والتى هي أيضاً منظمة طلابية مقرها جامعة أوكسفورد. وأدى هذا الإرتبط والتنسيق بين أفراد الخليتين إلى قرار إسقاط القنبلة الذرية على هيروشيما، وتخطيط عملية خليج الخنازير فى كوبا. ويُقال أن منظمة العظام والجُمجمة كان لها أذرعاً وراء إغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي، وذلك بخلاف هيمنتها الكاملة على مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في أمريكا. وكشف كتاب آخر بعنوان نزع الجهالة عن أمريكا للمؤرخ رودني ستيتش أن ضابط مخابرات أمريكية يعمل فى مكافحة التجسسس قال أن لديه تسجيلاً لمكالمات هاتفية لجورج بوش الأب لها صلة بالتخطيط لإغتيال الرئيس كينيدي، وكان وقتها يعمل بالمخابرات الأمريكية ومعه نيلسون روكفلر المياردير المعروف، وكلاهما من منظمة العظام والجُمجمة. وقد كشف الصحفي الأمريكي رون روزنباوم من صحيفة النيويورك أوبزيرفر في مقال له بعنوان الأسرار الأخيرة للعظام والجُمجمة أنه كان يمر بالمقبرة فى جامعة يال وكان جورج بوش الإبن فيها يمارس طقوس الجماعة داخلها كل يوم أحد وأربعاء إسبوعياً. وقال أنه كان يستمع إلى صراخ وهمهمات غريبة، وأنه تمكن من إدخال كاميرا للتصوير فى الظلام، وكانت النتيجة أنه سجل مشهداً أثناء أدائهم لطقوسهم الشيطانية بالداخل لإمرأة تقوم بتمرير سكين على رقبة أحدهم بينما الآخرين يقومون بالصراخ والعويل. ولأعضاء المنظمة رموز فكل عضو بمنظمة العظام والجُمجمة السرية يحمل لقب فارس من فرسان مالطة أو القديس يوحنا. وفرسان مالطة هم الإمتداد التاريخي لفرسان الصليب الهوسبتاليين، وهي الدولة الوحيد التي لها سفارات في 96 دولة دون أن يكون لهم أرض أو شعب حتي اليوم. وتؤمن منظمة العظام والجُمجمة بإستراتيجية يطلق عليها فرض النظام بالقوة بعد إشاعة الفوضى والقلاقل Order after Chaos أوConstructive Chaos، ونذكر ما قاله جورج تينت العضو فى المنظمة ورئيس المخابرات الأمريكية السابق فى مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية بعد شن الحرب على أفغانستان أن هذه فرصة تاريخية لتطبيق إستراتيجية فرض النظام فى دول أخرى، وتعكس هذه الإستراتيجية العلاقة الوثيقة والتاريخية لأعضاء هذه المنظمة بالمخابرات المركزية الأميركية.