واليوم.. عودة الى زمن كان فيه إشراق وأضواء.. حقيبة الفن.. تسبح اليوم عكس مجرى النهر.. تدور عقارب الساعة في رحلة عكسية، لنقف أمام شعراء جنحوا بالخيال.. ورسموا في جوف لياليهم المسهدة صوراً فاتنة للمرأة.. فقط لأن الوصال.. أو حتى الخيال، كان عنيداً وبعيداً وحراماً.. برع هؤلاء الشعراء في وصف المرأة في دقة ومهارة.. ما تركوا شبراً من جسدها إلا كانت فيه صورة.. شديدة النصاعة، بديعة الإبهار.. ثم كان هناك حرمان.. وشوق يزحم ويزدحم في قلوبهم المتعبة.. فجاءت قصائدهم زفرات من الحرقة والصبابة وأحياناً الحزن والأسى.. اليوم ننيخ رواحلنا عند مضارب المبدع الفنان.. ابن بحري البديع مصطفى بطران.. وياله من فنان يحمل الحروف.. ريشة مبدعة.. يغمسها في بحيرة ألوان مدهشة.. يرسم بالكلمات لوحات غاية في البهاء والابداع والامتاع.. لون مرة الفضاء.. ببهيج اللوحات الآخذة الآسرة.. عندما.. رسم لوحة.. أترك الأحلام يا جميل واصحى.. ولكننا اليوم نقف أمام.. إدهاشه.. وهو يكتب بالدموع «دمعة الشوقي كبي».. حكم حبي أرعى نجم الليل يا دمعة الشوق كبي نسمة الأسحار هبي أنا مساهر ونومي متخبي انتحل جسمي والمحال طبي مصدرو الزهرة الفي نواحي سهيل انشغال فكري وانفصال لبي وشحوب لوني كله من حبي انسلب عقلي وانتزع لبي أما آمالي طوحت بالميل *** إن قوامه يميل للغصون يزري وازدهار محيو للبدور يخفي في جبينه تشوف حكمة الرب زي سواد حظي جوز نواعسه كحيل *** يا بديع الزي وازهر اللون يا خفيف الروح ياسما الصون خلقك مولاك زينة للكون حبب الأرواح في هواك يا جميل *** عهدي بيك يا جميل دأبك الحلم أرى هجرك لي نير الظلم إنت عارف نوع حبي ليك سلمي وشوقي مهما ازداد برضو شايفه قليل *** يا دمعة الشوق كبي حكم حبي أرعى نجم الليل يا دمعة الشوق كبي