ولاية الخرطوم كما نعلم جميعاً هي أولاً مركز السيادة الوطنية وحاضرة البلاد، والتي يأتلق فيها السودانيون بمختلف أوجه اختلافاتهم وإئتلافهم، وهي التي تجسد قيمهم في التسامح والتعايش. { وبخصوصيتها المعلومة تؤكد الخرطوم باستمساكها المتين باتصال ماضيها بحاضرها ومستقبلها، وبما قدمته للإنسانية من حضارة سبقت بها غيرها من الحضارات وتميزت عليها، وهى الآن تتضمن في رسالتها تحقيق الطفرة الإنمائية في كافة القطاعات مع ضمان توفير كل الخدمات، إلى جانب ضمان تأسيس خدمة مدنية ذات فعالية وكفاءة تلتزم بتحقيق أهداف الجهاز التنفيذي، هذا بالإضافة إلى تمتين العلاقة مع المجتمع وتمكينه من قيادة النهضة، وبناء الشراكات الإستراتيجية الداخلية والخارجية في مجالات الإنتاج والخدمات، وكل المجالات المرجوة الأخرى. { ولأن الاقتصاد في يومنا هذا هو ذروة سنام كل الاهتمامات في بلادنا، فإن الأهداف الإستراتيجية للغاية الاقتصادية لولاية الولايات (الخرطوم) (كرش الفيل)، فتتمثل في جعل الخرطوم مركزاً إستراتيجياً اقتصادياً وإقليمياً لفائدة مواطنيها والبلاد، وتطوير موارد الطاقة واستغلال الطاقة المتجددة، إلى جانب صون وتنمية البيئة، والاهتمام بالتراث والآثار. { أما في مجال الأهداف الإستراتيجية للغاية العلمية والتقنية، فإن المجلس الأعلى يسعى لتسخير التقنية الحديثة بما في ذلك تكنولوجيا الزراعة، الصناعة، الطاقة، المعلومات، الاستشعار عن بعد، هذا إلى جانب تنمية قدرات الولاية في الإنتاج التقني وتحقيق التميز، وتعزيز دور السند المعرفي في صناعة القرار والتخطيط. { ومن ذلك أيضاً تطوير القدرات البحثية للمؤسسات العلمية والتقنية، وسد الفجوة الرقمية بالولاية وبناء الحكومة الالكترونية، ومواكبة التطور التقني العالمي. { وأما الأهداف الرامية للغاية السياسية، فتهدف إلى ترسيخ الحرية كمبدأ وقيمة، وتعزيز مباديء الشورى والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، إلى جانب ضمان صون كرامة الإنسان، وكفالة حقوقه كافة، وبسط العدل وإرساء قواعد الحكم الراشد القائم على النزاهة وتكافؤ الفرص، والشفافية والمؤسسية وسيادة حكم القانون، بالإضافة إلى تعزيز دور الإيمان والعلم في الأداء العام للولاية ومؤسسات الحكم فيها. { وفي ختام هذه الفذلكة المختصرة التى لا نرى أنها أي الخطة الإستراتيجية، قد أخذت حظها من الإضاءة، ورغماً عن ذلك فإنه لابد لنا من أن نشكر كثير الشكر وجزيله الأستاذ المهندس السعيد عثمان محجوب وزير التخطيط الإستراتيجي الذي أكرمنا بدعوته لنا للتحاور والتفاكر حول أداء ولاية الخرطوم على ضوء تقرير الأداء الإستراتيجي والخطة الخمسية الثانية 2012- 2016م، ولأننا على ثقة تامة به أولاً، وبخطته ثانياً، فنؤكد وقوفنا اللا محدود معه قلباً وقالباً بإذنه تعالى حتى تكون الخرطوم عاصمة حضارية!