الحبيب الغالي جداً.. عادل الباز.. أشواقي لك لم تفتر.. لروحك السمحة.. لحروفك الطرية.. أنا.. صديقي أنتشي بفرح طفولي لحظة أسمع عنك.. وهأنا أسمع أنك قد لبست ثوب العافية أدامها الله عليك.. حلاً وترحالاً.. وألف حمد الله على السلامة.. وكفارة البيك يزول.. المرض ما بكتلو زول.. كفارة البيك يزول.. سعدت حد الطرب وأنت تعود سالماً للوطن.. بل يسعد عموم الوطن وأنت تقدل بثوب العافية.. وهنا لابد أن أقول.. إني أحمل جبالاً من لوم لنفسي وعشمي في صفح وغفران.. فقد كان الواجب.. أن أتابع أخبار رحلة الاستشفاء لحظة بلحظة ولكن لعن الله التقصير.. وها هو وجهي يصبح أصغر من بوصة.. العزاء.. إنك تعفو.. وتغفر.. وتسامح.. ثم طالعت حروفك الأنيقة.. على الأحداث.. الجميلة.. تحت عنوان لمن ستصوت الحكومة السودانية.. أدهشني حد الإرباك.. انحيازك لمرشح الإخوان محمد مرسي في مقابل مرشح «الطيران» شفيق.. لن ابدأ بغير «فال الله ولا فالك يا عادل».. أنا لا أعرف لمن ستصوت الحكومة إذا أتيحت لها الفرصة في انتخابات الرئاسة المصرية خلال معركة الإعادة المقبلة.. حقيقة أنا لا أعرف.. رغم أن الحكومة وأعني بها «الإنقاذ».. قد ارتكبت خطأ فادحاً يساوي لعبة خطرة أو خشنة.. أو حتى سوء سلوك في ميادين كرة القدم الذي يستوجب «كرتاً أحمر».. الخطأ هو ذاك التصريح العجيب.. الذي أعلن أن المؤتمر الوطني.. أو الحكومة «لا فرق» تدعم أو على الأقل تتمنى أن يفوز في الانتخابات محمد مرسي.. الخطأ هو كيف تسمح الحكومة لنفسها أن تتدخل في انتخابات دولة أخرى.. مهما كانت تلك الدولة صديقة أو شقيقة.. ثم تقع الحكومة «الإنقاذ».. في ورطة قاتلة لو فاز الجنرال «شفيق».. حينها سوف يكون الحصاد المر.. وسيفعل «شفيق» ما كان يفعله «مبارك» تجاه السودان ولكن مضروباً في الرقم ألف.. أما أنا ولأني لست حكومة.. ولا قيادي في المؤتمر الوطني.. ولا دستوري أو وزير في الحكومة.. فأنا مواطن «ساي» لا في العير ولا النفير..لي مطلق الحرية أن أتمنى كما أشاء وأحلم كما أريد.. لأقول.. والله لو عندي ألف صوت لوضعتها كلها في صندوق «شفيق».. ولك أن تسألني.. لماذا.. لأقول.. أولاً.. يا عادل.. إنك قد نظرت إلى الانتخابات المصرية من خلال مصلحة السودان الدولة والحكومة والشعب والمصالح.. وهذه «شوفينية» واضحة.. لأسألك وأين مصلحة مصر الدولة والشعب؟.. أما أنا وتفسيري وتبريري للوقوف مع «شفيق» ضد «مرسي» لأنني أحتمي.. بل «أتوهط» في حروف المثل السوداني البليغ «الضايق قرصة الدبيب بخاف من جر الحبل».. وأنا وأنت وجل الشعب السوداني قد «ضاق قرصة الدبيب».. تقول السيدة أم كلثوم في أغنية من روائعها.. «أدنو مني وخذ إليك حناني ثم أغمض عينيك حتى تراني».. الآن يا عادل أغمض عينيك و«طوف» بي خيالك.. لترى جيداً مصر.. بعد سنة واحدة إذا فاز «مرسي» وسيطر الإسلاميون على مقاليد ومفاصل مصر.. أنا أعلم وأعرف أنك بارع وشفيف الخيال.. بل أنت من الذين يصممون في مهارة وإبداع أبهى وأرقى السيناريوهات.. سوف تتدفق الصور.. في شريط لا يستطيع حتى خالد يوسف رسمه.. وبالمناسبة.. من ضمن الآثار المترتبة على فوز «مرسي».. أو من بين التداعيات.. أن خالد يوسف «نفسه» لن يبقى في مصر لشهر واحد في كل مصر المحروسة.. ولن «ينط» حرفاً واحداً من اسمه في التلفزيون القومي.. بل في كل شاشات الفضائيات التي تبث من استديوهات في القاهرة.. بكرة نحكي بالتفصيل ولكن باعتبار ما سيكون.. مع السلامة حتى بكرة..