وما زلت مع الحبيب.. ود السناهير الباز.. ومرة أخرى لك التحايا وشوق لا يحد.. كنت قد طلبت منك.. أن ترسم لنا.. من الخيال مصر بعد عام من حكم الأحبة الإخوان.. وتحت رايات الإخوان المسلمين وأنت لست مثل الكابلي ذاك الذي أكلته نيران الغربة البطالة.. فهتف شعراً ولحناً ووتراً وتطريباً، بل هتف بالنواح.. ويشيلك شوق وسط عينين يوديك مقرن النيلين.. أما أنت صديقي سوف تنشد.. ويشيلك «خوف» وسط عينين.. يوديك مصب نيلين هناك عند دمياط ورشيد.. وتتدفق الصور.. في شريط أبيض وأسود.. بل بشريط رمادي غامق وأسود.. ويبدأ الأحبة الإخوان.. بكنس آثار عبد الناصر.. بعد شهر من أداء القسم «يبيع» الأحبة.. مجمع الحديد والصلب في حلوان إلى القطاع الخاص، بعد أن كان في بطن القطاع العام الذي سكب ناصر دماً ودموعاً.. ليكون ملكاً خالصاً لشعب مصر بأسره.. ولا يكاد «شاكوش» الخصخصة ينهي مأساة الحديد والصلب حتى يتحول الأحبة إلى «نجع حمادي» حيث مجمع الألمونيوم.. وسرعان ما يلحق برفيق دربه وتوأم روحه الحديد والصلب.. وليخرج بلا عودة من يد القطاع العام، ويسقط لقمة سائغة في أيدي القطاع الخاص الوحشي المتوحش.. بعدها يلتفت الأحبة إلى مصر للطيران.. تلك التي طار بها ناصر في كل فضاءات العواصم الكونية.. لتباع «بتراب القروش» إلى شركة «صارف» تلك المملوكة لبدو الصحراء، حيث مضارب وتلال الملح وخيام تطمرها الرمال.. ويواصل الإخوان المصريون حملاتهم الرهيبة ضد القطاع العام.. ينزعون ثيابه قطعة.. قطعة.. حتى يقف بعد عام من حكمهم الرشيد عارياً حتى من ورقة التوت.. هذه كلها معارك صغرى.. بل هو جهاد أصغر.. أما الجهاد الأكبر.. هو زحفهم وهم يهللون ويكبرون.. إلى مدينة الانتاج الإعلامي.. تلك التي لا يرون فيها غير أوكار الفساد والعفن والرذيلة.. كيف لا وهي التي تصنع فيها الأفلام، والتي في نظرهم رجس من عمل الشيطان.. وفيها يتم تصوير وإنتاج المسلسلات، والتي تدخل البيوت لتدمر الأسر، وتبدد شمل العائلة.. ومنها يسري الفساد وبعد عام واحد.. تتحول هذه المدينة إلى ساحة خضراء لحشد الجماهير عند كل مناسبة، حتى إن كانت افتتاح مدرسة.. بعد عام واحد من التمكين.. تحمل الطائرات في رحلات بلا عودة.. إلى بيروت ودبي والدوحة وكل عواصم الشمال الأفريقي.. عادل إمام بعد أن يقضي عقوبة سجنه.. ومعه فردوس عبد الحميد.. وسمية الخشاب.. وتنفرط حبات مسبحة الفنانين لتغادر مصر كل حباتها ما عدا حبة واحدة تبقى في مصر.. حبة اسمها حسن يوسف.. نعم سيوقف الإخوان ضخ الغاز إلى إسرائيل.. مع ضخه بالمجان إلى إخوانهم في غزة.. مع خالص تحياتهم إلى هنية والزهار ومشعل.. ولكن في المقابل سوف تقطع أمريكا كل دعم عسكري إلى مصر.. توقف كل شحنات القمح الذي كان يتدفق عبر العبارات بالمجان هدايا من الشعب الأمريكي إلى الشعب المصري، وتتغير الحياة تماماً.. يصبح رغيف العيش الذي ظل ثمنه منذ ناصر وحتى قبيل مجيء مرسي فقط خمسة قروش.. يصبح تحت ظلال رايات الإخوان بخمسة وعشرين قرشاً.. أما الدولار الذي كان ثابتاً ثبات الجبال عند ستة جنيهات.. سوف يصبح بعد عام من الحكم إياه بمائة جنيه.. واسألوا مجرباً.. لا تسألوا طبيباً.. مع السلامة يا عادل.. صديقي