آية أسامة شابة تعرف كيف تلوي عنان القريض، فإذ هو سلس سهل منساب ينثال عليها بلا كد واجهاد وتكلف، كماِ قال البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم في تقديمه لديوانها «خيال» وهو ديوان شعر جامح المعاني... هياب الكلمات... دفاق الحروف.. يدل على أن المرأة الشاعرة في السودان خرجت من قمقم المناحة والفروسية، وزغاريد البطولة إلى أفق الهم العام، الملئ بالتناقضات من حب وحرب.. من فتنة وافتتان.. واقع وخيال... وقد اكتملت للشاعرة آية «آلة الشعر» عندما التحقت بدورة البابطين لعلم العروض وتذوق الشعر، التي أشرفت عليها كلية الآداب جامعة الخرطوم... فغاصت بكلماتها في «بحر الطويل» قالت آية: بعد أن سفحت مدامعي.. دمعي على الخد مذ غادرت مسفوح ولم يزل في حنايا القلب تبريح قد صرت من ولع قلباً بلا أمل بعد الفراق وجسماً ماله روح يا قاصداً دار أحبابي فقل لهم لا زلت أذكركم ما هبت الري ...والقصيد عند «آية» اتكاءة قلم يجرب التحنان على ورقة خالية من المشاعر فتدفئه بين حناياه... ويحلق حيث لا يطاله عقل ولا خيال...! يتجول بين الكنائس وداخل الأضرحة.. على أسوار الحيشان.. وأشلاء الشهداء ضفائر النساء.. ويسكن لعب الأطفال... فالأفلاك عندها بلا مراصد...الأقمار لا تعرف الأفول...! رغم آلامي وحزني وانكساري لازلت أحلم أن أرى شمس نهاري ولئن شهدت اليوم ذلي وانكساري ورأيت ما قبل احتضاري فغداً سأشعل في زوايا الكون ناراً غب ناري وغداً سيعرف كل الكون كيف أخذت ثأري ديوان «خيال» للشاعرة الشابة «آية أسامة وهبي» ينسيك هم التجوال في مرابع الهم... وكدر العيش هو أيقونة أروقة للثقافة والعلوم... والتي تعرف كيف تكتشف اللؤلؤ من كامن المحار. زاوية أخيرة: لقد زارت آية كل أسواق القوافي واختارت «بكريدد كارد ملء حقيبتها حروف الابداع..!!