حملت التنقلات الصيفية للاعبين في منتصف الموسم التي اختتمت أعمالها مساء أمس الأول بأكاديمية تقانة كرة القدم بالخرطوم، العديد من المفاجآت والظواهر بالنسبة لنادي الهلال، حيث اعتمد مجلس الإدارة سياسة التخلص من المحترفين الأجانب كمبدأ أول في عملية تغيير وتجميل وجه الفريق ليكون ديمبا باري، متوسط الدفاع المالي أول المغادرين بمحض إرادته بعد تقدمه بطلب للمجلس لفسخ عقده الممتد حتى ديسمبر من هذا العام قبل موعده بستة أشهر بداعي سياسة التهميش التي يتبعها المجلس حسبما ذكر اللاعب وتعامله غير الإنساني مع محترفيه الأجانب تحديداً لدرجة عدم الرد على المكالمات الهاتفية تهرباً من منحهم استحقاقاتهم الشهرية والمتأخرات المتراكمة من مقدم العقود دون مراعاة للظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعانونها ليرحل ديمبا مقابل جزء من حقه على النادي متنازلاً عن عشرة آلاف دولار.. وعلى طريقته حزم الكاميروني أتوبونغ إين إديت حقائب الرحيل برغبة النادي استناداً إلى تقرير السيد دييغو غارزيتو المدير الفني، الذي وضعه على قائمة الرحيل بالبيع أو الإعارة.. ولم يسلم الإيفواري إبراهيما توريه من حملة الترحيل، ولكن بطريقة غريبة وغير قانونية حسبما ذكر لدى مقابلته لجنة التسجيلات بالاتحاد السوداني لكرة القدم أمس الأول موضحاً أنه لم يوافق على إنهاء خدماته بهذه الطريقة، حيث أودع النادي مرتب ثلاثة أشهر (15 ألف دولار) أمام اللجنة لتسوية الموضوع لتقوم بدورها بإقصاء اللاعب من الكشف الأزرق ويستفيد النادي من الخانة لتوقيع السنغالي إبراهيما سيمانغ سانيه، مهاجم نادي غودي الفرنسي؛ في الوقت الذي لم يمثل فيه توريه أمامها للتأكد من التراضي بشأن التسوية، مما دفع الإيفواري للتحرك تجاه الاتحاد لمعرفة الحقيقة الضائعة.. وكيف أكملت اللجنة إجراءاتها دون الحصول على توقيعه.. ويطالب توريه بمبلغ 110 ألف دولار عبارة عن مقدم عقد للسنة الجديدة من بداية يونيو الحالي (بحسب العقد الموقع بين الطرفين في يونيو من العام الماضي)..! وكان المحك الحقيقي للإدارة الهلالية مع النيجيري يوسف محمد؛ عندما حاولت التخلص منه استناداً إلى تقارير طبية تفيد إصابته وخضوعه لعمليات جراحية بكل من جوهانسبيرج والقاهرة وقدمت طلباً رسمياً للاتحاد السوداني لمساعدته في إنهاء العقد دون الإلتزام بمبلغ 350 ألف دولار غير متأخر مرتبات يطالب بها اللاعب حال شطبه بهذه الطريقة، أكد رفضه القاطع للتسوية ووجه النادي في تصريحات صحافية للحديث مع وكيله السيد مايكل كوكا المقيم بلندن.. وبهذا الموقف القوي تراجع الهلاليون عن خط الصدام مع النسر النيجيري الذي فرض الطاعة على المسيرين بالبيت الأزرق واستمر برغم أنف الجميع دون حالة من الرضى..! وكان يوسف قد عاد للهلال في العام 2010 بعد رحيله عنه في 2009 إلى سيون السويسري لموسم واحد لم يصب فيه النجاح لعوامل المناخ وموجة البرد التي ضربت أوروبا وقتذاك. إلى ذلك شهد نادي الهلال أول حالة إعارة تاريخياً للاعبيه الوطنيين في الفترة التكميلية عندما أعار لاعب الوسط محمد أحمد بشير (بشة)للوحدة السعودي بصفقة ضعيفة (250 ألف دولار).. مئتان للنادي وخمسون للاعب، الذي يحصل على مرتب شهري (ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار) زائداً الامتيازات التقليدية (إقامة، إعاشة، سيارة وتذاكر سفر وحوافز المباريات والبطولات).. وبالفعل أرسل الهلال العقد للوحدة وأخلى خانة اللاعب ليوقع فيها مايسترو الخرطوم الوطني محمد أحمد الذي يحمل نفس الاسم وكان المحظوظ الأخير في التوقيع للهلال في اللحظات الأخيرة من نهاية فترة التسجيلات وقبله رفيقه عبدالرحمن كايا (طرف ملعب) بديلاً لجمعة علي الذي تشرف بشعار الأزرق لستة أشهر فقط وغادر بصفة الإعارة لفريق الذئاب الرابطة كوستي.. وكان يمكن لهذا اللاعب الاستمرار لأنه لم يكن الخيار الأول في الإعارة، بل كان معتز رابح هو المعني بها، ولكن اختفى عن الأنظار بصورة مفاجئة ولم يستجب لنداءات مجلس الإدارة وهرب لجهة غير معلومة خوفاً من سيف الشطب، وبذلك يضع نفسه في مواجهة التحقيق والعقوبة من مجلس الإدارة الذي فعلاً جمد نشاط اللاعب إلى حين مثوله أمام لجنة تُشكل لهذا الغرض لمساءلته حول ما أقدم عليه من سلوك غير مسؤول يحسب أنه ينقذه من مغادرة سفينة الموج الأزرق. ... ومن الغرائب في التسجيلات الهلالية إهمال المجلس واللجنة الفنية للتعاقد مع لاعب يشغل وظيفة قلب الدفاع التي يعاني منها الفريق كثيراً، وبدلاً عن تسجيل لاعب جديد يمثل إضافة نوعية أفرغ النادي الخانة من الكم والنوع وهو يستغني عن قلبين هما المالي ديمبا باري والوطني جمعة علي ولم يبقَ له سوى سيف مساوي لاعب الوسط المولف.. وسيجد غارزيتو نفسه في وضعية أكثر من سيئة لسد هذا الفراغ وعليه البحث عن القلب الثاني مع مساوي.. وإذا ما ابتعد الأخير للإيقاف أو الإصابة ستتعقد الأمور أكثر.. وربما يفكر المدرب في تحويل عبداللطيف بويا للعمق وتثبيت النيجيري فلنتاين نوابيلي للطرف أو توظيف الوافد الجديد معاوية بشير فداسي حسب الظروف.. ولا ندري لماذا أهمل النادي هذا الأمر الحساس وأمعن التفكير في انتداب لاعب وسط (الكاميروني نارسيس إيكانغا)، ومهاجم (السنغالي إبراهيما سانيه) وهما الخطان الأفضل في الفريق كماً ونوعاً...! ... كان النادي ينوي التجديد مع متوسط الميدان عمر بخيت المعلم الصغير، وعرض عليه بالفعل أربعمائة مليون جنيه سوداني.. وهو ما اعتبره اللاعب عرضاً ضعيفاً ولا يناسب قيمته الفنية وما قدمه للنادي طوال تسع سنوات ولا يقارن بما حصل عليه زميله مهند الطاهر (910 ملايين).. ورفع المجلس عرضه إلى 550 مليوناً قبل ساعة من نهاية فترة التسجيلات ولم يوافق المعلم، الذي أعلن مطالبته بمبلغ (950 مليوناً كاش)، على أن يعقد المجلس واللاعب مؤتمراً صحافياً يوضحان فيه الحقائق ويلتزمان ببنود العقد...! انتهت التسجيلات بتفاصيلها الإدارية والتفاوضية والمالية ويبقى سؤال: (هل التزم مجلس الهلال بالتقرير الفني لمديره الفرنسي دييغو غارزيتو.. مجرد سؤال..)..؟