في أحيان كثيرة ظللت أسأل، وهو سؤال يسأله أيضاً كثيرون مثلي، هل البرلمان الذي «انتخبنا» أعضاءه هل هو برلمان يمثلنا أم يمثل الحكومة؟ هل ينحاز للناس أم منحاز للحكومة؟ بصراحة الإجابة على هذا السؤال محتاجة لرصد حقيقي ومنصف للأحداث والأقوال والأفعال، لكن مرات كثيرة يحز في نفسي ألا يتخذ البرلمان مواقف واضحة في قضايا واضحة، انحيازاً للمواطن وأمامه امتحان عسير وهو الموافقة على رفع الدعم عن المحروقات، الذي وإن فعلها فلربما أجد إجابة على أسئلتي الأولى! لكن المستفز أكثر أن البرلمان أحياناً، كثيرة ينفق وقته في قضايا لا تمثل للناس هواجس ولا أهمية، وهواجسهم المهمة هي قفة الملاح، والعلاج، والتعليم، وكم كنت أود مثلاً أن يستجوب البرلمان وزير التعليم العالي بعد فضيحة «سقوط» الأطباء بالجملة في امتحانات وزارة الصحة، لمعرفة «س» وزارته على كليات الطب التي أصبحت تخرج لنا نماذج لخريجين، بعضهم لا يعرف كيف تركب «فراشة» الدرب.. أما الحقنة فأخشى أن بعضهم لم يستخدمها حتى لحظات تخرجه!! اعتقد أن هذه القضايا الحساسة هي أهم بكثير من «النوتة» التي ضمت بيان وزارة المعادن، وهي عبارة عن ورق مصقول معه آلة حاسبة وقلم.. على فكرة ليست «سابقة» قامت بها وزارة المعادن، وكثير من الشركات والمؤسسات تهدي مثل هذه المفكرات مع بداية كل عام جديد، والوزير كمال عبد اللطيف قال رداً على انتقاد الأخوة النواب إن ميزانية الشنطة جاءت من قبل الشركات التي تفاخر بنجاحها، ولم يصرف فيها مليم واحد من الخزانة العامة!! ولا أدري إن كان الأخ النائب دكتور الحبر يريد أن يقدم البيان على ورق فلسكاب مكتوب باليد لأعلى جهة دستورية وتشريعية ورقابية في البلاد.. أريد أن أقول إن البرلمان شغال بالفارغة والمقدودة، ويضيِّع زمنه في قضايا انصرافية، وإلا أين هو من قرارات البنك المركزي الذي يلعب بالسياسات الاقتصادية بطريقة يا صابت يا خابت، وهو مرة يجفف الدولار، ومرة يعوم الدولار، ومرة يشنق الدولار، ولسه يا ما في الجراب يا حاوي.. ومن يستحقون النقد هم أولئك الذين «هبشوا» المال العام ولم يقل لهم أحد تلت التلاتة كم، وليس كمال عبد اللطيف هذا الرجل المجاهد الذي هو كما الغيث، أينما حل نفع، والمعادن أدخلت لخزينة الدولة حتى أمس الأول مبلغ مليار ومائة مليون دولار، وهي الوزارة التي حرك كمال عجلات انتاجها بنشاط دؤوب وحراك ليس بمستغرب عليه، وأنا أثق في أن هذا الرجل ستكون وزارته واحدة من بوابات الرحمة التي ترفع عن الشعب كاهل الضيق والعوز.. أما الأخوة في البرلمان فإن من يستحقون النقد والاستجواب بالكوم، وليس شنطة وزارة المعادن، حتى لا ينطبق عليكم حال الشاكلته أمه «استجوب» أقصد «دق» مرة أبوه!! ٭ كلمة عزيزة وأنا أكتب هذه الزاوية والأستاذ الفنان محمود عبد العزيز يرقد طريح الفراش الأبيض، وفي طريقه لاجراء عملية جراحية صعبة أدعو الله أن يخرج منها سالماً ومعافى، ومحمود لمن لا يعرفونه هو إنسان غاية في الحساسية والشفافية، وفنان اسطورة للأسف فشلنا في أن نصنع منه فناناً عالمياً، كما فشلنا في أن نصنع أسماء كثيرة سبقته، وأسماء قادمة ادعو الله بصدق أن يخرج محمود معافى يمشي على قدميه ليبث الجمال والروعة لعشاقه ومعجبيه!! ٭ كلمة أعز انتو مسؤولين من الخير أين مفوضية أبو قناية؟ أنا في أشد الشوق لسماع الإجابة!!