{ موضة اللوزه (التالتة) كثير منا يعلم ماذا تعني كلمة موضة ومنَّا من يطلق عليها تقليعة وهي ترتكز على المحاكاة المتكررة التي تنتشر بصورةٍ كبيرةٍ وفي العالم دائماً ما تقتصر على عالم الأزياء أو المكياج لكن في السودان فهي تنطبق على أشياء كثيرة فمثلاً موضة محلات تركيب العطور ثم الاتصالات ثم الكافتيريات ثم شركات السياحة ووكالات السفر والركشات والهايسات والامجادات و.. و.. ولكن ما لفت نظري أن الموضة قد وصلت للمرَّضى! فمثلاً قبل فترةٍ ظهرت قصة بكتريا المعدة، وكل من يشتكي يقال إنه مصاب بها، ثم جاءت أمراض المناعة، وأصبحت ترجع إليها غالبية الأمراض. أما الموضة التي استفزتني هي اللوزة التالتة فغالبية الأطفال الذين يعانون من آلام في الحلق تقرر له عملية اللوزة التالتة، والتي كنا نعرفها زمان بلسان المزمار.. سادتي لهذا وذاك قلت إن هناك موضة لأن هذه الأمراض غير معدية ولا وبائية. { الفضائية القديمة الجديدة كثيراً ما ينزعج منا الناس «نحن أبناء أم درمان المعْتدَّين بها» وبالتالي ينتقل ذلك الاعتداد للولايه..رغم أننا باعتدادنا هذا لم نظلم أحداً، ولكننا نحبها بل نعشها فقط.. المهم عندما كنا نفتح تلفزيون الخرطوم كنا نتجاوزه لأنه لايعبر عن الولاية بل يقوم بتجاوزها مثلما تتجاوزها الحكومة، ونتجه لضيوفها فقط، وكنا نقول ذلك في كل المنابر. المهم سادتي غابت تلك القناة لتعود من جديد وبدلاً من أن تكون قناة أرضية محلية اصبحت فضائية، والأجمل من ذلك انها استفادت من أخطاء كثيرة سابقة، والجميل أن نجاحها ليس وليد الصُّدفة بل وليد المعاناة والسَّهر والتعاون، كل ذلك وسط ضيق الإمكانات والإعلام المرهق مادياً بعد أن أصبحت تكاليفه باهظة جداً.. سادتي منذ مدة وأنا أتابع هذه القناة بالذات لإحساسي بأنها تمثلني وأردت أن أكوِّن حولها رأياً.. وتأكدت من أن هذه القناة ستصمد في وجه الزمن، وتستحق الاسم الذي تحمله.. فالتحية للزميل عابد سيد أحمد مدِّيرها العام، ولأركان حربه، ولكل من ساهم في هذه القناة ولو بالقليل.