تدحرج الاقتصاد السوداني الى الوراء بسبب السياسات الخاطئة والقوانين غير المدروسة، التي تسن بطريقة انتقائية لخدمة الأفراد وليس البلاد. يهدم ويدمر إقتصاد البلاد أفراد بعينهم يعملون في بعض المؤسسات المالية ومؤسسات التمويل كالبنوك، كما يدمر الاقتصاد بعض القرارات التي تصدر من وزير المالية. هناك قرارات في بعض الأحيان تضر بالاقتصاد، مثلاً قرار منع استيراد كذا وكذا، نورد منها لا الحصر مثلاً ، قرار منع استيراد الاثاثات، قرار منع استيراد الماكينات المستعملة أو الاسبيرات المستعملة، قرار منع صادر الحديد الخردة إلا عبر الشركة الفلانية، قرار منع استيراد الفاكهة، قرار منع استيراد السكر. على الدولة أن تنتهج سياسة واحدة ومعروفة إذا كان تحرير الأسعار والسلع الواردة والصادرة وفقاً لقانون الصادر عبر وزارة التجارة، فهذا خير، أو سياسة معروفة احتكارية، وهذه طبعاً بها عيوب كثيرة، حيث دخلت السمسرة في هذه المساحة. الاقتصاد دورة واحدة تكمل بعضها بعضاً، القطاع الخاص أصبح مسيساً ودخلت شركات لنافذين في الدولة، أنتم تعرفونهم ونحن نعرفهم والله يعرفهم. هذه الشركات قضت على الأخضر واليابس، حصلت على تمويل مصرفي كبير دون مراعاة للشركات الأخرى، خصصت محافظ لتمويل بعض السلع، واستحوزت هذه الشركات على سقوفاتها، وبالمقابل عجزت هذه الشركات عن استرداد كثير من الأموال، مما حرمت الكثير من الشركات التي يمكن أن تضيف قيمة للاقتصاد السوداني. خاطب الرئيس السوداني الأمة السودانية عبر المجلس الوطني، الخطاب أوجدته ضرورات الضغوط الاقتصادية التي طرأت على الدولة عقب إنفصال الجنوب، وخروج عائدات النفط من ميزان الإيرادات، مما جعل عطباً في الاقتصاد السوداني، حمل الخطاب في جوهره عدداً من المضامين التي تصب في اصلاح بعض الجوانب، كما اتسم الخطاب بعدم التساهل مع بعض الجهات، التي ظلت تمارس بعض الممارسات غير القانونية، وكمثال لذلك ظاهرة تجنيب الأموال. وعد الرئيس بتخفيض الانفاق الحكومي، وخفض شاغلي المواقع الدستورية، ومواجهة الوضع الاقتصادي بحزمة من الإصلاحات. لتفسير خطاب الرئيس وتوضيح بعض جوانبه، نتوقع من وزير المالية أن يخاطب المجلس الوطني ليفسر بعض الجوانب التي وردت في الخطاب، والترتيبات المطلوبة لمواجهة تنفيذ القرار، ولأن الأمر برمته يكمن في تفسير وزير المالية لجوانب الخاطب، حتي لا يخرج من حديث الاستهلاك السياسي.. والى تلك اللحظة نترقب مايصدر من وزارة المالية، حتى لا نفسر الماء بالماء.