هناك سؤال عميق يخرج من نخاشيش القلب أين سترسو سفينة السودان بعد أحداث الربيع العربي ، وهل يمكن أن يشهد الوطن تغيرات جذرية في حراكه السياسي تبعا لفسيفساء الواقع حولنا ؟ هذا السؤال العويص ستجيب عليه الأيام ، والأيام حبلى بالكثير من المفاجآت الدامية . عموما الأسئلة عن واقع السودان كثيرة ويمكنها أن تملأ الأرض وتفيض ، وبطبيعة الحال لا يمكننا توزيع الفائض إلى جيراننا ، لأن الجيران حسموا مسائلهم ولن تنفعهم الأسئلة السودانية الملحة . ضربة البداية يا جماعة الخير تتمثل فيما إذا كان السودان سيشهد سيناريوهات دموية كما حدث من قبل في تونس ، مصر ، ليبيا اليمن ، وما تشهد الساحة السورية حاليا من أعمال قتل ، تعذيب ، حرق وإغتصاب من قبل عصابات وشبيحة بشار أسد ، قصدي بشار النعجة ، هذا السؤال ربما تجيب عنه الأيام المقبلة . والجايات أنيل من الرايحات . نحن يا جماعة الخير في السودان جربنا الديمقراطية الهاربة ولكن للأسف زعاماتنا كانوا مثل ثيران الساقية يدورون بلا أمخاخ في فضاءات المناروات الفجة ما جعل الوطن يفرط في آخر ديمقراطية كانت مثل رياح الخماسين . ثم هناك سؤال آخر أكثر إلحاحا ، لنفترض أن السودان حدثت به حركة إحتجاجات عارمة من العيار الثقيل ومات فيها من مات ، كيف سيكون شكل الحكم وهل الصراعات الحزبية يمكن أن تجعل ماكينة الحراك والعمل تستمر ، والتاريخ يبلغنا أن الصراعات والبحث عن الكراسي الدوارة وتغليب المصالح الحزبية كانت القشة التي قصمت آخر سيناريو ديمقراطي في الوطن . ثم سؤال أكثر حدة هل إذا حكم السودان إسلاميون آخرون أقصد الترابي وجماعته المتمثلة في حزب المؤتمر الشعبي هل سيحكمون وفق مرئيات الحزب ويحاولون اجراء عمليات أسلمة لمجتمع أصله مسلم وموحد كما فعل الإنقاذيون أم أنهم سيتبعون الحراك الذي سارت عليه الحركات الإسلامية المستنيرة في المغرب وتونس وأخيرا في مصر ، أقول أن جماعتنا لن يركبوا الموجة المستنيرة وإنما سيكون تحركهم وفق مرئيات مغلقة حتى آخر دهليز . صبركم الأسئلة مازالت تخنقني ، دعوني أقول هل إذا حصد حزب الأمة الذي تفرقت أوراقه كعكة حكم السودان عن طريق التكتل مع أحزاب أخرى هل سيعيد الحزب تجاربه السابقة في حكم السودان ونشهد مناورات على سنجة عشرة ويدخل الوطن في متاهات ما أنزل الله بها من سلطان . عموما المواطن الغلبان لا يهمه من يحكم السودان وإنما الهم الأكبر لدي الملايين يتمثل في كيفية إدارة الحراك الإقتصادي وإستئصال الغلاء وكافة أشكال المنغصات السياسية والإجتماعية والأخلاقية في الوطن ، فضلا عن ترطيب الأجواء في المناطق الساخنة ، فضلا عن إيجاد علاقة توافقية مع دولة جنوب السودان ، إضافة إلى تعميق علاقاتنا مع الأشقاء في السعودية ، مصر ، ليبيا وكافة منظومة دول الخليج العربي لأن هؤلاء يشبهوننا ونحن في حاجة لهم وهم يحتاجوننا ، كما تقتضي الضرورة الإبتعاد عن إيران وحماس والذين على شاكلتهم ، وفي غياب هذه المنظومة التوافقية والعقلانية سيظل حال السودان يا هو نفس الحال وسيأتي الربيع محملا بالدماء ، وآه نسيت الربيع أهو فات وحزنت الساحات وإنتي ما جيتي .آخ يا قلبي .